صوتك حق وواجب

إكرام بدر: نراهن على وعي المواطن بالمشاركة فى التصويت

د. إكرام بدر - أستاذ العلوم السياسية
د. إكرام بدر - أستاذ العلوم السياسية

وسط تحديات كبيرة وضغوط داخليًا وخارجيًا يبدأ غدًا العرس الديموقراطي لانتخابات رئاسة الجمهورية لمدة 3 أيام، يختار فيها المواطن المصري بكل حرية رئيس الجمهورية ، فى هذا الوقت الحرج الذى استوجب أداء المواطن لواجبه الوطني الذي بات ضرورة حتمية، واستشعاره بخطورة الوضع الخارجى والذى ينعكس داخليًا بطبيعة الحال، فأصبح المواطن المصرى مطالبًا بالمشاركة السياسية فى التصويت بالانتخابات الرئاسية والنزول والمشاركة فى الانتخابات المقرر إجراؤها .

يقول الدكتور إكرام بدر أستاذ العلوم السياسية «إن المشاركة السياسية أحد القيم الهامة المرتبطة بالديمقراطية وذلك حيث إن المشاركة السياسية حق للمواطن وفى نفس الوقت هى واجب عليه، وهذه هى النظرة الصحيحة للمشاركة التى يغفل عنها البعض وهى أن المشاركة حق وواجب، وحين يطبق هذا الكلام على الانتخابات الرئاسية المصرية التى على وشك البدء، وذلك لأن المشاركة التى يقدمها المواطنون المصريون بكافة أشكالها تعبر عن مدى درجة الوعى لدى الشعب المصرى وإدراكه لأهمية هذه المرحلة الحاسمة فى تاريخ بلده، وإدراكه أيضًا للكل التحديات التى تواجه الوطن وتواجه أيضًا رئيس مصر، سواء كانت هذه التحديات على مستوى الإقليم أو كانت تحديات دولية، او حتى تحديات تنموية واقتصادية فى الداخل ، موضحًا أن هذا الاصطفاف بين المواطنين والقيادات والأحزاب هو ما يكفل النجاح فى التغلب على هذه التحديات، بالإضافة لكون الانتخابات الرئاسية المصرية رغم أنها تعتبر شأنًا مصريًا داخليًا إلا أنها تحظى باهتمام كبير سواء على المستوى الإقليمى أو المستوى الدولى ولذلك فنحن دائمًا ما نراهن على وعى المواطن وإدراكه للتحديات وأنه سيقوم بعملية مشاركة جيدة، وخاصة أن الهيئة الوطنية للانتخابات اتخذت من الإجراءات ما يسهل عملية الانتخابية على سبيل المثال وليس للحصر التسهيل لذوى الاحتياجات الخاصة، وكبار السن وتعريف المواطن لرقم اللجنة ومكانها عن طريق الانترنت خاصة وأنه هناك إشراف قضائى كامل والهيئة الوطنية للانتخابات تقف على مسافة واحدة من كل المرشحين، كل هذا يجعلنا نتوقع أن هناك نسبة مشاركة جيدة، ويجب التنويه أنه ليس هناك بلد فى العالم نسبة المشاركة فيها 100% ، ولكن من المرغوب فيه فى جميع الأحوال أن تكون هناك نسبة مشاركة عالية  وبالإضافة أن هناك تعددية فى الانتخابات الرئاسية وخاصة أن هناك 3 مرشحين رؤساء لأحزاب سياسية، وعلى رأس المرشحين السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية الحالى الذى بدأ مسيرة البناء ورغبة الشعب فى استكمال ما تم من مشروعات عملاقة وخاصة أن هناك تطورات وتداعيات تحدث فى الإقليم والحدود المصرية الملتهبة من كافة الجوانب، كل هذا يدفع المواطن المصرى للمشاركة بوعى فى الانتخابات.

وفى الإطار نفسة يقول الدكتور سامى عبد العزيز، أنه ببساطة شديدة دائمًا ما تأتى الانتخابات الرئاسية فى أوقات بغاية الصعوبة والتحدى السياسى لمصر لنتذكر أول انتخابات للرئيس السيسى جاءت فى أصعب الأوقات والذى أنقذ مصر وقتها إصرار الشعب على المشاركة والتصويت بالانتخابات، ها هى التحيات الآن أكثر صعوبة لما يحدث حولنا فى المنطقة من أحداث ملتهبة ومن ثم يصبح من مشاركة المواطن المصرى فى الانتخابات ضرورة وطنية من أجل مصر ومن أجل تحميل المسؤولية لمن سوف يأتى لكى يكمل مواجهة التحديات التى تواجهنا وأرى أنها لا تقل صعوبة من تحديات عامى 2013، 2014، إذن فإن المشاركة فى الانتخابات ليست رفاهية ولا اختيارًا بل هى قرار وطنى 100%، والمشاركة معناها أن هذا الشعب يتحمل المسؤولية ويجيد اختيار من يتحمل المسؤولية، ويجب على الإعلام أن يظل على منهج تحميس المواطنين وحثهم على المشاركة طوال فترة الانتخابات.

ومن جانبها أكدت الدكتورة سهير عثمان أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة ، على ضرورة أن تقوم الرسائل الإعلامية هذه الفترة بربط المشاركة السياسية بفكرة الاستقرار هذه الفكرة هى العامل الأساسى فى تحريك المواطنين ناحية المشاركة السياسية موضحة أن الإعلام لابد أن تكون رسائله واضحة وصريحة وبنفس الوقت بسيطة وليست معقدة لضمان وصولها لكافة فئات الشعب، وخاصة أن هناك دعوات كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعى تنادى بعدم المشاركة وتؤكد للمواطنين أن أصواتهم ليست بفارقة وهى دعوات مضللة الهدف منها تشتيت الكتلة الانتخابية والتأثير على الصورة الديمقراطية لمصر أمام العالم وهى دعوات خطيرة جدًا يجب التصدى لها فإن كان الكتلة الانتخابية المفترض مشاركتها يبلغ عددها ٦٧ مليون مواطن وهو عدد ليس بقليل وتم التأثير على 20 أو30 %، منهم فهذا يضر بالشكل العام النهائى للصورة الديمقراطية لبلد هى دائمًا تدعم حرية الرأى والتعبير وتقول للمواطن إن مكانك ليس بالمنزل بل أمام الصندوق تختار بنفسك رئيس بلدك بل وتشارك فى تحديد مصيرها.