وقفة

أصرخ يا شهيد الجنة

أسامة شلش
أسامة شلش

أبكى يا صغيرى فهل يجدى البكاء؟، نزعوك من حضانتك وهى مأواك معتقدين أنك تقدر على إفنائهم، أنت الذى لا حول لك ولا قوة دخلوا عليك بجحافلهم المدججة بالسلاح ليطردوك بلا رحمة، إلى حيث المجهول فلا ماء ولا علاج ولا دواء، إلا السكن بين يدى الله تشكو ظلم الدنيا لك ومن معك من بطش تلك الشرذمة من أباليس هذا العصر من الصهاينة.

بكى العالم كله ولكنه لا يزال يندد بلا حراك وهو يشاهد ٣٦ من الأطفال المبتسرين بينهم ٤ ولدوا من أجساد أمهات استشهدن جراء القصف الإسرائيلى الهمجى على غزة البطلة الصامدة، وهالنى وبكيت بحرقة بسبب ما استمعت إليه من تصريحات من الدكتور منير البرش مدير صحة غزة وهو يصف ما فعله جنود الاحتلال مجرمو الحرب النازيون الجدد لما اقتحموا مستشفى الشفاء وطالبوا الأطباء بإخلاء عنبر الأطفال المبتسرين ويضم ٣٦ طفلا لا تتعدى أعمارهم الأيام بلا رحمة وأعطوا مهلة ساعة لنقلهم خارج المستشفى ولما أخبرهم الأطباء أنه من المستحيل ذلك الأمر لعدم وجود إمكانيات خارج العنابر هددوهم بالقتل واضطر الأطباء لإخراج الأطفال وتدفئتهم باالبطاطين والمياه الساخنة للإبقاء على حياتهم وللأسف مات منهم ٤ والباقون فى حالة سيئة.

حتى الرضع، أى قانون ذلك الذى لا يحمى المستشفيات من العدوان، ويوفر للمرضى الحماية، فلتسقط كل الشعارات التى صارت بلا معنى ولا مضمون عن حقوق الإنسان.

اقتحام المستشفيات شىء غير إنسانى همجى يجب مواجهته ولكن من يملك ذلك وسط الانحياز البربرى للعدو الإسرائيلى، وكم أتمنى لو فعلت بشكل مؤثر ما أعلن عن انتفاضة ضمير كما وصفته الأخبار حيث تطوع جيش من ٢٠٠ من المحامين الدوليين من مختلف دول العالم ومن جنسيات عديدة وأن هناك ٣ آلاف آخرين سوف ينضمون إلى دعوة المحامى الفرنسي مايتر جيل ديفر وهو أحد كبار المحامين الفرنسيين لرصد جرائم إسرائيل بحق الفلسطينيين ودعا كل من يريد الإدلاء بشهادته بالتقدم بها وتوعد إسرائيل «بالمصير الأسود» وقال للفلسطينيين لم يكن لديكم من يدافع عنكم الآن أصبح لديكم جيش للدفاع فى المحاكم الدولية.

وكم أتمنى لو أن اتحادات المحامين العرب والمصريين تبادر بالإعلان عن المشاركة الفعالة بإقامة الدعاوى أمام جهات التحقيقات الدولية خاصة فى ظل ذلك التوثيق الدقيق لكل جرائم إسرائيل الدموية.