إنتصار دردير تكتب: فتنة المذيعات وجنون التريند

إنتصار دردير
إنتصار دردير

حسناً فعل طارق سعدة نقيب الإعلاميين بإحالة المذيعة ياسمين عز مقدمة برنامج «كلام الناس» للتحقيق معها فى «مخالفات مهنية وقانونية» حسبما ذكر البيان الذى أصدره، وقد جاء هذا القرار متزامناً مع الشكوى التى تقدمت بها د. مايا مرسى رئيس المجلس القومى للمرأة إلى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، بعدما تلقت العديد من شكاوى نساء مصريات يعبرن فيها عن رفضهن لهذا المحتوى ويطالبن بوقفه.

ولعل أول التجاوزات التى وقعت فيها المذيعة هو عدم احترامها وإدراكها لدور مقدمة البرنامج، فقد تحول برنامجها من «كلام الناس» إلى «كلام ياسمين عز»، بعدما فرضت نفسها كضيفة على كل الحلقات وأمعنت فى فرض أرائها على جمهور المشاهدين، دون أن تمتلك الحد الأدنى من الخبرة الحياتية أو المهنية التى تؤهلها لتوجيه مشاهديها، ضاربة عرض الحائط بحدود عملها كمقدمة برامج، واجبها أن تطرح الفكرة بموضوعية وتفسح المجال لضيوفها من الخبراء المختصين للرد عليها، لكنها أفسحت المجال لنفسها بآراء مثيرة أقرب إلى الصحافة الصفراء سعيًا وراء جنون «التريند».

للأسف فإن محتوى ما تقدمه موجه لتغييب الوعى المجتمعى، وهو غير متوافق مع ما يتم إنجازه على أرض الواقع من جهود حثيثة لتمكين المرأة المصرية، بعيداً عن النصائح المستفزة التى أصبحت مجال سخرية يومياً على مواقع التواصل الاجتماعي، والتى تنشر مقاطع من آرائها المثيرة للفتنة بين الرجال والنساء، من عينة «الصوت الشتوى والصوت الصيفي» لتتوالى تعليقات المتابعين و«الكوميكس» الساخرة من سطحية ما تقوله، الذى يؤسس للعنف والنزاعات الأسرية، ويؤدى إلى تدمير العلاقات الاجتماعية.

لم تقرأ ياسمين ولا رضوى الشربينى ولا أخواتهما من المذيعات الجدد سير كبار مقدمات البرامج فى ماسبيرو، اللاتى قدمن نماذج ناجحة للمحاورة التى تعى خطورة دورها وأهمية الرسالة التى تؤديها وتدرك حدود تدخلها فحفظت الشاشة لهن مكانتهن، وأخريات لا يزلن فى الصورة يواصلن دورهن بكل احترام وتقدير للمشاهد ولرسالتهن، ومن بينهن الإعلاميات المرموقات درية شرف الدين وسناء منصور ونجوى إبراهيم.

أتصور أن مسئولية كبيرة تقع على عاتق المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام فى مواجهة فوضى ما يحدث على بعض القنوات الفضائية «الشاشات»، متمثلاً فى أسلوب اختيار المذيعات الجدد ومدى إتاحة فرص التدريب العادلة لهن قبل إطلاقهن على المشاهدين.