قريباً من السياسة

فقه الحج

محمد الشماع
محمد الشماع

بقدر حزننا على الذين توفوا أثناء موسم الحج هذا العام بسبب درجات الحرارة العالية أثناء أداء المناسك فمنهم من كان مريضا والبعض من كبار السن والكثيرون لم يتحملوا مشقة أداء المناسك، إلا أننا أصبنا بالدهشة والإحباط بسبب أعداد المصريين التى سافرت بدون تأشيرة حج وهى لا تعلم أنها وقعت ضحية نصب من السماسرة وبعض شركات السياحة!

أداء فريضة الحج هى حلم الملايين من المصريين تحديدا، فالمسلم أو المسلمة ممن أفاء الله عليهم بمال وفير يتطلعون لأداء الفريضة، والكثيرون منهم يتمنى أن يقوم بهذه الرحلة المقدسة أكثر من مرة، والبعض يكرر رحلاته إلى الأراضى المقدسة عدة مرات.

وهناك أيضا من بين أهالينا من يظل يدخر من دخله البسيط سنوات وسنوات وربما يحرم نفسه من ضروريات الحياة لكى يحقق حلمه فى أداء الفريضة بعد سنوات طوال. وبين كل هؤلاء من يقوم بالسفر إلىش الأراضى المقدسة لأداء العمرة أو الزيارة ثم يختفى عدة أشهر بعيدا عن الأنظار حتى يحل موسم الحج ليؤدى الفريضة التى يحلم بها. وفى سبيل ذلك يتحمل المشاق والصعاب والحرمان من كل شىء ولو اضطر إلى تناول من الغذاء ما يساعده على الحياة!
المملكة العربية السعودية لا تتوانى عن تقديم وتطوير وتحديث كل الخدمات لحجاج بيت الله الحرام، وتنفيذ التوسعات اللازمة وتوفير كل وسائل الراحة وفقا لأعداد الحجاج الذين يتزايدون كل عام لكى تشملهم بكل الرعاية.

ورغم تحذيرات المملكة بضرورة الالتزام بالقرارات التى تنظم شئون الحج إلا أن بعض شركات السياحة التى تنظم رحلات الحج والعمرة تستغل الرغبة الشديدة لدى البعض لأداء هذه الفريضة بأى طريقة أو وسيلة وخدعت الكثير من راغبى الحج وتسفيرهم بتأشيرة سياحية أو زيارة وليس لأداء الحج!
وكانت نتيجة ذلك القبض على المسافرين وترحيلهم خارج حدود مكة دون أداء الفريضة بعد أن فقدوا كل شىء ومنهم من فقد حياته والبعض فقد أمواله وكرامتهم أمام ذويهم وقد يصبحون هدفا للتنمر من الغير طوال حياتهم.

تلك قضية خطيرة كان يجب معالجتها بالخطاب الدينى المستنير بدلا من إلقاء كل اللوم على الحكومة التى سارعت بإغلاق الشركات المخطئة لكى تحاسبها.