بسم الله

المساخيط!

د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا

يعجبنى فى رسائل قراء «الأخبار» الأعزاء العمق والتجرد للمصلحة العامة. ومن هؤلاء القارئ الصديق المهندس هانى أحمد صيام رئيس الشركة المصرية لخدمات الغاز (الأسبق)  الذى علق على مقالى (الطفل قربان الآثار) . وهى مأساة حقيقية نعيشها. يقول:عدد غير قليل من الأعمال الدرامية الرمضانية هذا العام نبهت الى خطورة ذلك. من ذلك مسلسلات (المداح) و (بيت الرفاعى ) و (العتاولة).

كلها تحمل بين ثنايا سياق الأحداث واقعة خطيرة تستوجب التوقف عندها وتتمثل فى جرائم الحفر أسفل المنازل وفتح المقابر الأثرية للبحث واستخراج الآثار والاتجار فيها خاصة تلك التماثيل صغيرة الحجم باهظة الثمن التى يطلقون عليها (المساخيط) .

وقد نوهت الدراما إلى كيف يحقق الاتجار فيها عائدا ماديا هائلا وثروة فلكية تتجاوز خيال الأفراد القائمين على اقتراف تلك الأعمال التى قد تشهد إراقة دماء طفل وإزهاق روحه البريئة كفدية لفتح باب الكنز والتقرب للجان الذى يحرس المقبرة الأثرية، كاعتقاد فرعونى قديم. مثل الطفل محمد ابن قرية الهمامية مركز البدارى بأسيوط الذى تناولتم واقعته فى المقال.

وأعتقد أنه يجب الحذر عند تناول جرائم (حفر وقتل واستخراج واتجار). وهو ما قد يكشف النقاب عن سر تنامى معدلات تلك الجرائم. فى الآونة الأخيرة تم ضبط سيدة و4 رجال لاتهامهم بالحفر والتنقيب عن الآثار بالطابق الأرضى أسفل عقار بمنطقة عين شمس بالقاهرة وفى نفس السياق وبالتزامن مع تلك الواقعة نجحت وزارة الداخلية فى ضبط تشكيل عصابى مكون من 8 أفراد عثروا على مقبرة أثرية فى نفس المنطقة أيضا وشرعوا فى بيعها.

ويجب أن نعلم أن المادة (41) من قانون العقوبات تتضمن أن كل من حاول التنقيب عن الآثار أسفل منزله يُعاقب بالسجن من سنة إلى 3 سنوات بالإضافة إلى غرامة 50 ألف جنيه، و تُغلظ العقوبة إلى السجن المؤبد حال نجاح المتهم من خلال النبش والتنقيب فى استخراج قطع أثرية حيث تقترن جريمة التنقيب بجريمة أخرى وهى الاتجار فى الآثار.
دعاء: اللهم احفظنا