احترس من بعض البلوجرز l قتلة.. تجار دين .. نصابون.. ومحرضون على الفجور

البلوجرز
البلوجرز

مصطفي منير

  يعيش الملايين من المراهقين والشباب فى خطر حقيقي والسبب شاشة الموبايل وتحديدًا تواجدهم داخل العالم الافتراضي بصورة متواصلة ومرعبة، أصبحت تلك الفئات العمرية لا تترك الهواتف المحمولة وفضاء السوشيال ميديا، المرعب سوى وقت النوم؛ ففي هذا العالم كوارث مخيفة فالبداية كانت تواجد الفتيات العاريات المحرضات على الفسق والفجور، وتشويه العادات والتقاليد الاجتماعية، ليتطور الحال فى هذا العالم المرعب، ونكتشف قيام معدومي الضمير الحالمين بالثراء السريع مستغلين بعض الطماعين لينصبوا فخهم من خلال صفحات السوشيال ميديا لنكتشف هنا النصابين ومستريحين العالم الافتراضي.

اقرأ أيضا : ننشر تفاصيل رحلة «البلوجر» سوزى .. من التريند للمحكمة

كالعادة يفرز لنا عالم السوشيال ميديا العديد من الجرائم ليأتي لنا التطور فى الجريمة أو بمعنى أدق يأتي ظهور وتواجد الجريمة على السوشيال ميديا بالصوت والصورة، والتى  كانت بعيده عن أعين الناس قبل انتشار عالم السوشيال، فيظهر الدجالون مستغلين المساكين المتواجدين خلف شاشات الموبايل لتحقيق اهدافهم سواء كنت مالية أو جنسية، وبطبيعة الحال يتعمق المجرمون أكثر على صفحات السوشيال ميديا فتجد البلوجرز أصحاب ملايين المتابعين والمشاهدات جانب منهم لا هدف له سوى جمع المال السهل من خلال التفاهات والجانب الآخر مجرمين يرتدون قناع المعلم على صفحات السوشيال ميديا.

سفاح السوشيال

فى الأيام الاخيرة كان من أبرز البلوجرز شاب في أواخر العقد الثالث من العمر تقريبًا عندما تشاهد فيديوهاته من خلال شاشة هاتفك المحمول قصير القامة ملامحه بسيطة يبدو عليه الطيبة والجدية والاجتهاد مثال لشباب كثيرة يبحثون عن النجاح من خلال صفحات السوشيال ميديا؛ فيظهر من خلال فيديوهاته موجها العديد من النصائح للجميع في فنون تعليم اللغة الانجليزية فيبدو وكأنه مدرسًا لا للعلم فقط وإنما للأخلاق ايضا.. استغل ابنه الصغير بالدعاية لنفسه بأنه أب مثالي ليكسب ثقة المتابعين، يبدو عادي يقوم بتعليم المتابعين له إحدى اللغات الأجنبية، يثقون فيه ويتابعونه، يظهر من خلال الفيديوهات ويتحدث معهم ويمرر فى عقولهم ما يريد بجانب تعليم تلك اللغة، يصطاد ضحاياه من خلف الشاشة، لكن سرعان ما تم اكتشاف حقيقة هذا الشاب، فهو ليس متحرشا إلكترونيا أو حتى رجل يسعى لاصطياد البنات لممارسة الجنس معهن؛ فالشاب الهادئ سفاح.. نعم سفاح يصطاد ضحايا ليتم اللقاء داخل منزله بمنطقة التجمع بالقاهرة، ويبدأ حفلة التعذيب والاذلال لضحيته واغتصابها وكل ذلك والمجرم يسجله بالصوت والصورة من أجل عرضه على عالم الدرك ويب من أجل المال الأكثر وتحقيق رغبته الشاذة، هنا يكمن الخطر الحقيقي فمتابعي السفاح من الفتيات المراهقات والشابات إلا انه كانوا فى قائمة انتظار السفاح، فما المانع من أن يستدرج احدهم ليتم تنفيذ افكاره الشاذة، نعم هذا لم يحدث ولكن كان قريبا من الحدوث وخصوصًا أن سفاح التجمع هدفه كان الفتيات فكان من السهل اصطياد أحد المتابعين له لتنفيذ مخططته، مع مرور كل يوم وظهور كل جريمة من السوشيال ميديا يجعلنا دائما نؤكد أن صداقات السوشيال ميديا خطر لابد أن نحترس منه.

تجار دين

لم تختلف حالة  السفاح عن أحوال غيره من البلوجرز؛ فمنذ شهور معدودة ظهر علينا أحد الشباب الذي يظهر على ملامحه الهدوء يتحدث فى أمور الدين وكأنه الهادي لمن حوله، يقوم بوعظ المتابعين الذين تخطى عددهم لأكثر من 3 ملايين متابع له، فيديوهات قصيرة تتحدث عن أسرار داخل الدين وتوضيح الأمور وتبسيطها لمتابعيه، يحث المتابعين على التبرع والصدقات ولا نستبعد أن يكون قد استغل ثقة متابعيه فى جمع المال وتحقيق ثروته، ولكن فى النهاية خرج علينا بفتوى غريبة لم نسمع عنها من قبل وهي عمرة البدل مقابل 4 آلاف جنية فقط، ليؤكد للجميع أنه يمتلك تطبيقا يوفر عمل العمرة بمبلغ أقل من مصاريف العمرة نفسها، وسيقوم الموظف المسئول عن عمل العمرة لك بتصوير كافة مناسك العمرة حتى تتأكد من إتمامها وانت فى منزلك وبيدك هاتفك المحمول تتابع تحركات العمرة التى تؤدي عنك، الهدف من تلك الفكرة هو المال بكل تأكيد فحول العمرة وزيارة بيت الله الحرام لبيزنس لتحقيق أهدافه مستغلا متابعيه ايضا، مما دفع دار الافتاء لتوضيح الأمر في موضوع العمرة البديلة، الذي أثار الجدل مؤخرا، قائلة» إن «سماسرة الدين باب لتفريغ الشعائر الدينية من مضمونها»، وأوضحت دار الإفتاء: «من المقرَّر أنَّ الله عزَّ وجلَّ قد شرع العبادات من فرائض ونوافل لمقاصد كبرى، منها تقريبُ العباد إليه سبحانه وتعالى، وتهذيب النفس البشرية. ولا بدَّ للإنسان من أن يستحضر تلك المقاصد والمعاني أثناء عبادته وتوجُّهه إلى ربه»، ولفتت إلى أن ما حدث من استهجان واستنكار من قبل عموم الناس لمثل هذه الأفكار المستحدثة لهو دليل على وعي الجمهور ورفضه تحويل الشعائر والعبادات إلى وظيفة أو مهنة تؤدَّى بلا روح أو استحضار لخشوع، هذا الوعي الجماهيري هو جدار الوقاية الأول للمجتمعات في مواجهة كل ما هو مُستنكَر وخارج عن المألوف.

دعارة إلكترونية

كان من الطبيعي ظهور نوعية الجرائم غير الاخلاقية على صفحات السوشيال ميديا وتطبيقات الانترنت، فهناك تطبيقات هدفها جمع المال من خلال الدعارة، وظهرت شخصيات اصبحت مشهورة على السوشيال ميديا من خلال المحتوى الاباحي التى تقدمه، وابرز تلك الامثله على ذلك كانت حنين ومودة، وهم الآن فى السجن لقضاء عقوبة الدعارة والتحريض على الفسق والفجور، لم تتوقف عند هذا الحد فظهرت بعدهما شيري هانم وابنتها زمرده والذي تم القبض عليهما بسبب الاعمال المنافية للآداب، فالأم احترفت الدعارة والابنة أكملت المسيرة وكانت السوشيال ميديا لهم هو باب انتشار ومعرفة زبائنهم ليتم الاتفاق بينهم من خلال تلك الصفحات، المثير فى الأمر أن لكل متهمة منهم متابعين بالملايين كانوا يثقون فيهم يتابعونهم واحيانا ينبهرون بحياتهم وأسلوب المعيشة وقد يكون هناك من يعتبر هؤلاء مثلهم الأعلى فى الحياة وأصبح الحلم الوصول لما هم عليه، ولكن فى النهاية يتم اكتشاف الحقيقة فهم سوى نساء احترفن الدعارة الإلكترونية، وهناك الكثير غيرهن مازال يتابعهم المراهقين والمراهقات وهو ما يمثل الخطر الحقيقي.

نصاب واحتيال

لاشك أن داخل العالم الافتراضي «السوشيال ميديا» جريمة النصب والاحتيال؛ فهناك العديد من النصابين اعتمدوا على السوشيال ميديا لتحقيق الهدف اعتبروا هذا العالم أرض خصبة لاصطياد الضحايا وبيع الوهم للطماعين وتحقيق الملايين من وراءهم، وهذا ما حدث عنما قرر البلوجرز حمدي وزوجته وفاء بالنصب على الشباب والمتواجدين على السوشيال ميديا؛ فكانت البداية عندما أعلن حمدي ووفاء متابعيهما البالغ عددهم أكثر من 8 ملايين شخص على قناتهما بإعلان عودتهما إلى مصر في فيديو حصد أكثر من 2.5 مليون مشاهدة، لبدأ عملية النصب، ولكن المثير فى هذا الامر هو ثقة المتابعين فيهم لم ينظروا إلي كونه مهندسا ترك عمله من أجل صناعة المحتوي مستغلا زوجته وابنائه الخمسة من أجل تحقيق المال، فهو احترف اللعب على المراهقين والشباب واصبح مثلاأعلى لهم، وهذه كانت الخطوة الأولي، لتأتي الخطوة الثانية بعد بناء الثقة فى النصب عليهم وبالفعل قام بالاتجار فى البيتكوين لهم وجمع المال من ضحايا كثيرين. ليأتي بلاغ إلى النائب العام ضد حمدي وزوجته وفاء لاتهامهما بالاتجار في عملة «البيتكوين»، والتداول غير المشروع للنقد، وعمليات ابتزاز إلكتروني؛ وكانت وحدة الرصد والتحليل بإدارة البيان بمكتب النائب العام قد رصدت بالتزامن مع ذلك البلاغ شكاوَى متعددة ضدَّ المشكوِّ في حقهما، لترويجهما عبرَ قناة بموقع التواصل الاجتماعي المذكور عملات افتراضية وإلكترونية (بيتكوين) من خلال دعوتهما إلى التفاعل على حسابات محددة عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقابلَ الحصول على تلك العملات بما يخالف القانون، وتم ضبطهم، وأصدر ت المحكمة الاقتصادية قرارًا بإحالة اليوتيوبر الشهير «حمدي» وزوجته «وفاء» إلى المحاكمة الجنائية، بتهمة الاتجار في عملة «بيتكوين» دون ترخيص، والتعدي على القيم الأسرية في المجتمع. لم تتوقف عمليات النصب على صفحات السوشيال عند هذا الحد؛ فكانت هناك قضية هدير عاطف وزوجها بلال والذين نجحوا فى جمع الملايين من المتابعين «المخدوعون» بحجة استثمارها فى البورصة مقابل ارباح شهرية وهذا لم يحدث.

 وهو نفس الأسلوب التى اتبعته سلمى الغزولي وافراد اسرتها فى النصب على الضحايا، فكانت اللعبة فى  تشغيل واستثمار أموال الآخرين بنسب وأرباح كبيرة، فكانت تعطي على مبلغ الـ20 ألف جنيه ألفين جنيها شهريا، واستمر ذلك لأشهر عديدة وكانت منتظمة في السداد للعملاء، وبسبب سهولة الربح بالنسبة لعملائها اقنعوا أقاربهم بالدخول والاستثمار مع سلمى الغزولي، وعمل مع سلمى كل من المتهمين المقبوض عليهم شقيقتها وشقيقها وزوج شقيقتها واثنين من أخوالها، وكانت الضربة القاسمة لها عندما فوجئ العملاء عدم تحويل الأرباح الشهرية لها، وبعد محاولات معها وتركها منزلها حرر العشرات من مختلف المحافظات محاضر رسمية ضدها، ليتم ضبطهم جميعاً بعد جمع ملايين الجنيهات، ولاتزال القضية متداولة فى المحكمة. للأسف داخل عالم السوشيال ميديا مجموعة من المشاهير، منهم الهادف ولكن الكثير منهم يفعلون ما لا نتخيله من أجل جمع المال، وهناك الكثير ايضا ما بين قتلة.. تجار دين .. نصابين.. ومحرضون على الفسقوالفجور، والضحايا دائماً من المتابعين المخدوعون.

 

 

 

;