يورو 2024| مواجهة نارية وثأرية.. إسبانيا وإيطاليا نهائي مبكر خارج التوقعات

لاعبو منتخب إيطاليا
لاعبو منتخب إيطاليا

■ كتب: محمد حامد

سيكون عشاق الكرة الأوروبية على موعد مع صدام قوى ومواجهة بها ما يكفى من عبق التاريخ ومواهب الحاضر وشعبية جارفة، ضمن منافسات الجولة الثانية للمجموعة الثانية من دور المجموعات بكأس الأمم الأوروبية حينما يلتقى منتخب إيطاليا نظيره إسبانيا فى العاشرة مساءً على ملعب فيلتينس آرينا.

هذه المواجهة التاريخية تعد اختباراً لمدى قوة كل منتخب، ويقيس الجماهير والنقاد والمتابعين مدى قدرة كل منهما على المنافسة حتى نهاية المشوار الأوروبى من خلال النجاح فى الاختبارات الصعبة، ولعل مواجهة اليوم من أصعب الاختبارات على المنتخبين حتى وإن كانت فى دور المجموعات.. يدخل المنتخبان مواجهة الجولة الثانية باستقرار فنى ونفسى وتاريخى، أما عن خلفيتها وأجوائها فيأتى أبرزها كالتالي:

◄ للتاريخ أهمية
مواجهة الليلة فى المحطة الثانية باليورو رغم صعوبتها إلا أنها قد تكون باعثة للتفاؤل لجماهير المنتخبين، كل منهما يبحث التفتيش فى ذاكرة كل ما يتعلق وينتج عنه تتويج منتخب بلادهما بهذا اللقب من قبل، آخر تتويج للطليان كان فى النسخة الماضية، نجحوا فى الوصول للنهائى عبر الإسبان من خلال الفوز عليهم فى نصف نهائى اليورو بركلات الترجيح آنذاك قبل أن يُكرروا المشهد فى النهائى أمام الإنجليز ويتوجون باللقب.

وفى المقابل كان آخر تتويج للإسبان فى ٢٠١٢ واستطاعوا الفوز على الطليان ولكن فى النهائى بنتيجة تاريخية بأربعة أهداف نظيفة، وقبلها كان التتويج الأول لإسبانيا باللقب فى ٢٠٠٨، وكان قد فاز على إيطاليا ولكن فى نصف النهائى وبركلات الترجيح أيضاً.

لذا فكل منتخب لديه رغبة ثأر كروية، الطليان لا ينسون الهزيمة برباعية فى نهائى ٢٠١٢، وأنهم مهدوا الطريق للإسبان للتتويج ببطولتى يورو، وفى المقابل بذاكرة الإسبان خسارتهم فى النسخة الماضية أمام إيطاليا والتى أوقفت حلمهم نحو الوصول للقب أوروبى جديد.

◄ اقرأ أيضًا | بوفون: إسبانيا منتخب صلب.. وسيصل القمة بعد عامين

◄ تفاؤل الحاضر

وبطوى صفحة التاريخ، والانتقال للحاضر، هناك تفاؤل من الجانبين قبل انطلاق مواجهتهما الليلة، فى المواجهة الأولى للإسبان  نجحوا بتسجيل فوز مهم على منافس شرس، فليس هناك ما هو أفضل من بداية بطولة بالفوز على منتخب بحجم كرواتيا بثلاثية نظيفة.. كان هناك تنويع فى التسجيل خلال المباراة، سجل مهاجم المنتخب الصريح موراتا، وصانع الألعاب فابيان رويز والظهير الأيمن كارفخال.. فى المقابل، رغم أن المواجهة كانت على الورق وبالترشيحات والتوقعات محسومة لإيطاليا، إلا أنه يبقى فوز مهم فى بداية المشوار، فاز الطليان على ألبانيا ١/٢ فى أول مشاركة للأخير بكأس الأمم الأوروبية.. إلا أن بداية اللقاء كانت صعبة نظرا لتسجيل بايرامى لاعب ألبانيا ليس فقط هدفا مبكرا، بل أصبح أسرع هدف فى تاريخ اليورو على الإطلاق بهدف الثانية ٢٣ والمفارقة أنه يلعب فى صفوف الدورى الإيطالى مع فريق ساسولو.

لذا كانت عودة إيطاليا مهمة بالفوز ١/٢ وبأداء مميز صاحبه استحواذ ولعب سريع وتنوع محاور الهجوم.

◄ تقارب أسلوب

وعلى مستوى أسلوب لعب المنتخبين، فإن الأمر اختلف عن الماضى والموروث الفكرى عن طريقة اللعب خاصة للطليان، قبل عام ٢٠٠٨ الذى ظهر خلاله الجيل التاريخى لإسبانيا المتوج ببطولتى يورو ٢٠٠٨ و٢٠١٢ وكأس عالم ٢٠١٠، لم تكن إسبانيا من القوى المرشحة للتتويج بالبطولتين، رغم حصولهم عام ١٩٦٤ على أول لقب لليورو، إلا أنهم لم يستطيعوا بعدها وضع اسمهم بقوة نحو منصات التتويج رغم قوة ريال مدريد وبرشلونة فى الكرة العالمية بين الأندية.

بعد التتويج الأوروبى فى ٢٠٠٨ بات للإسبان وضع مختلف، وأخذوا الصبغة الخاصة بجوارديولا، بالمسمّى الشهير “التيكى تاكا”، وهو ما يعبر عن قدرتهم الكبيرة على الاستحواذ وتناقل الكرة بشكل سريع وعدم تسرب الملل لديهم من هذا الأسلوب حتى يملّ المنافس ويفقد القدرة على التركيز وتحدث الأخطاء.

كان دور جوارديولا واضحا فى أسلوب لعبه مع برشلونة، وكان هناك ستة لاعبين أو أكثر تقريباً فى تشكيلة إسبانيا من البارسا آنذاك، ومنذ ذلك الحين وحتى الآن لم تتغير طريقة الإسبان واستمروا على نهجهم حتى وإن كانت قدرات اللاعبين أقل من ذى قبل.

فى المقابل كان الطليان معروفين بطريقة الكاتيناتشو، وهى الطريقة الدفاعية التى تعتمد على التكتل الدفاعى القوى ثم انتظار فرصة الهجمات المرتدة السريعة لخطف هدف.

◄ أوراق مهمة ومدرب وطني
يمتلك المنتخب الإيطالى أكثر من اسم مميز فى التشكيلة الخاصة بهم، على رأسهم كييزا نجم يوفنتوس والذى كان أحد الأسماء التى ساهمت فى تتويج منتخب بلاده باللقب من قبل.

كما هناك المهاجم سكاماكا مهاجم أتلانتا والذى توج مؤخراً معهم بالدورى الأوروبى، هذا بالإضافة لنجوم خط الوسط باريلا لاعب إنتر وبليجرينى نجم روما وفراتيسى لاعب إنتر.. ويقود المنتخب الإيطالى المدرب الوطنى المخضرم صاحب الـ٦٥ عاماً سباليتى والذى سبق له تدريب محمد صلاح فى روما.

فى المقابل هناك أكثر من اسم مميز فى التشكيلة الإسبانية، وإن كان التفوق يذهب للطليان، يمتلكون أصغر لاعب فى تاريخ اليورو صاحب الـ١٦ عاماً يامين جمال نجم برشلونة، وزميله فى الفريق بيدرى، وفابيان رويز لاعب باريس سان جيرمان، وموراتا مهاجم أتلتيكو مدريد، وكارفخال وناتشو لاعبا ريال مدريد ورودرى لاعب مانشستر سيتى.. ويدربهم فى النسخة الحالية من البطولة مدرب وطنى أيضاً، لويس دى لافونتى والذى سبق له تدريب أتليتكو بلباو ومنتخبات الناشئين والشباب بإسبانيا.