أحدث الأنواع يتم استيرادها من ألمانيا وإنجلترا

بجودة وسعر مناسب ينافس المستورد| انتعاش صناعة الأطراف الاصطناعية

صورة موضوعية
صورة موضوعية

تعتبر الأجهزة الطبية التعويضية مع اختلاف أنواعها أمرًا ضروريًا لآلاف المرضى والمصابين الذين اضطُروا لبتر أجزاء من أجسادهم لما لهذه الأجهزة من ضرورة فى مساعدتهم على الحركة والتعامل اليومى بشكل مثالى وحقيقي، ويؤثر سوق الأجهزة التعويضية واضطراب الأسعار وارتفاعها مشكلة كبيرة تواجه هذه الفئة ممن يستخدمون هذه الأجهزة الطبية، ولذلك تهتم الدولة بهذا الملف بتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسي، لتقديم هذه الخدمة الإنسانية لقطاع عريض من ذوي الهمم ولكل إنسان يحتاج إلى هذه الخدمة.

حسب سوق الأطراف الاصطناعية، تعد ألمانية الصنع منها الأحدث والأكثر ارتفاعا فى السعر، حيث يقول وليد محمد (صاحب محل للأجهزة التعويضية بمنطقة قصر العيني): إن الأطراف الاصطناعية الألمانية يختلف سعرها يوميًا، لأنها تأتى مستوردة من الخارج، ومعظمها أجهزة ذكية تعتمد على التكنولوجيا والإشارات الحسيِّة من المريض والتحكم بها  عن طريق المخ، ويصل سعر الجهاز تقريبًا إلى 170 ألف جنيه حسب إمكانياته وطوله ومَيزاته ووظيفته، فعلى سبيل المثال، يبدأ سعر طرف الساق الذكى من 20 ألف جنيه ويصل إلى 80 ألفًا، أما الأطراف العلوية فتبدأ أسعارها من 15 ألف جنيه.

كما يتم استيراد أطراف اصطناعية سفلية من روسيا وأمريكا والصين، ويبدأ سعر  الطرف الاصطناعى فوق الركبة من 18 ألف جنيه، فيما يبدأ سعر الطرف من مفصل الحوض من 20 ألف جنيه، أما الأطراف تحت الركبة فتبدأ من 13 ألف جنيه. والأطراف العلوية، فوق المرفق، يبدأ سعرها من 35 ألف جنيه، والأطراف لكف اليد يبدأ سعرها من 10 آلاف جنيه، وكذلك طرف مشط القدم والطرف تحت الكوع يبدأ سعره من 15 ألف جنيه.

وأوضح أن أسعار الأطراف الاصطناعية تختلف حسب بلد المنشأ والماركة التجارية، وهل هى ذكية تعمل بالإشارات العصبية أم تعمل يدويًا، مشيرًا إلى أن الأسعار زادت إلى حد كبير خلال الفترة الماضية تأثراً بالأزمات المتلاحقة التى عانى منها العالم، خاصة أن صناعة الأطراف غير رائجة بشكل كبير، وهناك اعتماد كبير على المستورد الذى يتأثر سعره يومياً، ولذلك يلجأ معظم المرضى وذوى الإعاقات إلى النوع الصيني، الذى يجمع بين الجودة والسعر المناسب.

◄ اقرأ أيضًا | أصحاب الهمم في الإمارات يديرون مصنع الأطراف الصناعية لأطفال غزة

أما علاء إبراهيم (مدير إحدى شركات صناعة وبيع الأجهزة التعويضية)، فيقول: الأطراف التى يتم صناعتها محلياً، يتم صناعتها حسب مقاس واحتياج المريض، ومنها مشط الرجل أو طرف الفخذ، وتبدأ أسعارها من 7 آلاف جنيه للأطراف فوق الكوع، والأطراف تحت الكوع يبدأ سعرها من 15 ألف جنيه، ويتراوح سعر الإصبع بين 700 و800 جنيه، وتختلف الأسعار أيضًا حسب الخامة التى تغطى الطرف وما إذا كانت من الجلد أو السيليكون. أما الأطراف العلوية ومنها فوق الكوع فيتراوح سعرها بين 7 و9 آلاف جنيه، وتحت الكوع يبدأ سعرها من 7 آلاف جنيه.

من جانبها، تعمل الدولة على امتلاك قدرة تصنيعية للأطراف الاصطناعية من خلال العمل على إنشاء مجمع متكامل لتصنيع هذه الأطراف والأجهزة الطبية التعويضية والاستفادة من منظمة الصحة العالمية لتدريب كافة الكوادر البشرية المشاركة من خلال التعاون مع الشركات العالمية فى هذا المجال، ويتم ربط ذلك مع خدمات منظومة التأمين الصحى بكافة المحافظات باستخدام أحدث الأساليب التكنولوجية الحديثة، لضمان إنتاج أجهزة ذات جودة عالية وأسعار موحدة ملائمة للجميع وتدريب وتمكين ذوى الإعاقة على استخدامها لدمجهم فى الحياة العلمية بالمجتمع، ومنها الأطراف والكراسى المتحركة لمرضى الشلل الرباعى والنصفي، وغيرهما.

كما أوضحت نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، أن الوزارة لديها مشروع قومى يشمل منظومة الأطراف الاصطناعية لتوصيلها إلى مستحقيها بعد تسلم الطلبات وحصرها ومعرفة الأنواع المطلوبة من المرضى، حيث يستطيع ذوو الإعاقة الحركية ملء الاستمارة على الموقع الإلكترونى للوزارة أو عن طريق التقديم من خلال الجمعيات الأهلية على مستوى محافظات الجمهورية، بالإضافة إلى الشراكة مع منظومة تصنيع وإنتاج الأطراف الاصطناعية التى ترعاها الدولة بتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسي.

فى السياق، يوضح محمد الأتربي، مدير مصنع الأطراف والأجهزة التقويمية بوزارة الصحة، أن استخدام الأطراف الاصطناعية للمرضى أمر هام يساعدهم فى إنجاز حياتهم اليومية والقيام بأنشطة مختلفة وتقويم العظام، ومصر رائدة فى هذا المجال ويوجد الكثير من المصانع والشركات المتخصصة فى تصنيع هذه الأطراف، مؤكدًا أن التطوير فيما يخص ملف الأطراف الاصطناعية مستمر مع استقدام خبراء من الدول الأخرى لتقديم دورات للعاملين والفنيين والأطباء.

فيما يوضح على حسن توفيق، أخصائى علاج طبيعي،  أن مصر لها وجود كبير فى صناعة الأجهزة التعويضية لكنها لم تصل إلى تطوّر الأجهزة فى الدول التى يتم الاستيراد منها مثل ألمانيا وسويسرا وإنجلترا، حيث إن لديهم أجهزة حديثة وذكية ومتطورة تساعد المريض على الحركة لكن أسعارها مرتفعة. أما الأجهزة المصنعة محلياً، خصوصًا أجهزة الأطراف العلوية، فهى مجرد شكل فقط حيث لا تعطى مستخدمها القدرة على الحركة الفعلية. أما الأطراف السفلية فيمكن أن يتحرك المريض بها وقد لا يلاحظ أنه يعتمد على طرف اصنطاعى ولكن يجب الانتباه إلى أن ذلك يحدث بعد التأهيل لمدة تتراوح بين 3 و6 شهور، حسب حالة المريض ومكان البتر.

ويؤكد أن بمقدورنا الوصول إلى التقدم فى صناعة الأطراف الاصطناعية من خلال الاستعانة بأجهزة تكنولوجية حديثة تمكننا من صناعة أطراف صناعية متطورة، مع تدريب الأيدى العاملة على التعامل معها، والإنتاج بما يتناسب مع احتياجات المرضى وذوى الإعاقة، وتمكنهم من فرصة حقيقية للحركة وممارسة أنشطتهم من دون عناء.