بدون تردد

أمريكا.. وحل الدولتين

محمد بركات
محمد بركات

الثابت والمؤكد فى السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط والمنطقة العربية حاليا ومنذ فترة طويلة مضت، تمتد فى عمقها وطولها منذ منتصف القرن الماضى وحتى الآن، هو الدعم غير المحدود والمساندة الدائمة لإسرائيل على حساب العرب بصفة عامة والفلسطينيين على وجه الخصوص.


ونظرة متأملة ومدققة فى خط السير والمنهج والتوجه السياسى والاقتصادى الأمريكى تجاه الشرق الأوسط والمنطقة العربية منذ عام ١٩٤٧ وحتى الآن، يؤكد الانحياز الكامل والتام لإسرائيل فى كل المواقف وكل الأحوال والظروف.


وفى هذا الإطار رأينا المساندة القوية والدعم الأمريكى المستمر والمتدفق للكيان الصهيونى، فور إعلان كيان الدولة الإسرائيلية وحتى الآن، ومدها بكل ما تحتاجه من مال وسلاح لتثبيت وجودها وتمكينها من القيام بدورها الذى أنشئت من أجله، وتم زراعتها فى قلب العالم العربى لتحقيقه.


وأحسب أن المتابعة المدققة للمواقف والتصرفات وردود الأفعال الأمريكية، تجاه قضية وقف إطلاق النار فى غزة، طوال ما يزيد على المائة والتسعين يوما الماضية، وللرفض الأمريكى المستمر لإصدار قرار دولى من مجلس الأمن، بوقف القتال وإنهاء المجازر وحرب الإبادة الجارية هناك، تكشف وتعرى مدى بشاعة الموقف الأمريكى الرافض لإنقاذ حياة الشعب الفلسطينى، الذى فقد حتى الآن «٣٤ ألف شهيد و١٠٠ ألف مصاب» غالبيتهم من الأطفال والنساء والشيوخ.


ليس هذا فقط بل مازالت الولايات المتحدة الأمريكية تقدم لإسرائيل كل ما تحتاجه وما تطلبه وما لا تطلبه أيضاً من صواريخ وقنابل وقذائف، للاستمرار فى قتل وإبادة الشعب الفلسطينى، فى نفس الوقت الذى لا تكف فيه عن الإدعاء بأنها تطالب إسرائيل بحماية الشعب الفلسطينى والقتل بطريقة مخففة.
ولعل فى الموقف الأمريكى الأخير فى مجلس الأمن ما يكشف ويعرى حقيقة الوجه الأمريكى البشع ضد الشعب الفلسطينى، عندما رفضت الولايات المتحدة الموافقة على مشروع القرار المقدم لاعتماد الدول الفلسطينية صفة الدولة كاملة العضوية بالأمم المتحدة، رغم موافقة بقية الدول «١٢ دولة» وامتناع دولتين عن التصويت،...، إلا أن أمريكا استخدمت «الڤيتو» حقها فى رفض المشروع،...، رغم ادعائها الدائم بأنها تؤيد حل الدولتين، وهو ما يعنى ضرورة وجود دولة فلسطينية.