إذاعة القرآن الكريم

 د. حسن على محمد  عميد كلية الإعلام الأسبق بجامعة السويس
 د. حسن على محمد  عميد كلية الإعلام الأسبق بجامعة السويس

لا توجد إذاعة فى العالم العربى كله، تنافس إذاعة القرآن الكريم على المركز الأول فى الاستماع لها، لاحتوائها على تسجيلات صوتية نادرة لكبار قراء القرآن الكريم، مما جعل مستمعيها يصلون إلى 55 مليون مستمع بشكل دائم، الأمر الذى لم تحققه إذاعة عربية فى تاريخ الإذاعات الناطقة بالعربية.. وقد أكد تقرير حديث للإدارة المركزية للمستمعين والمشاهدين بالهيئة الوطنية للإعلام، أن 95.6% من المستمعين يتابعونها من أجل الاستمتاع بالاستماع إلى آيات الكتاب الحكيم، مما يعنى أن التلاوات القرآنية هى القيمة الرئيسية فى هذه الإذاعة.

ورغم تعدد وسائل الاستماع الحديثة، حافظت هذه الإذاعة الرائدة على أن تكون صاحبة بصمة فى تقديم تلاوات القرآن الكريم فحازت المرتبة الأولى بين إذاعات القاهرة، والإذاعات العربية حيث بلغ الاستماع إليها 84.2% من متابعى شبكات الإذاعات المصرية، مما جعلها هدفا للمعلنين الطامحين فى توصيل رسائلهم الإعلانية لأكبر عدد من الجمهور المصرى والعربى.

وقد كان ـ وما يزال ـ الدفاع عن كتاب الله وحمايته من التحريف، الدافع الأول لإنشاء إذاعة القرآن الكريم منذ أن أنشأها الرئيس عبد الناصر، فما الذى جرى حتى تعدد وقوع بعض قراء القرآن بهذه المحطة العريقة فى أخطاء جسيمة أقرب إلى التحريف الذى كان سببا فى إنشاء المحطة؟ وكيف سمحت إذاعة القرآن الكريم لقارئ تعددت هفواته بالاستمرار فى القراءة؟، هنا ينتفى الهدف من إنشاء الإذاعة بالأساس، ولهذا هوجمت منذ أيام بنقد مرير، الأمر الذى دفعنى لكى أناشد فى منشور على وسائل التواصل رئيس الإذاعة المصرية الصديق الإذاعى الكبير محمد نوار بالاهتمام بالإذاعة العريقة، تلاه تعليقات غاضبة وهجوم واسع النطاق..

وأستطيع أن ألخص الكلمات الغضبى لمستمعى القرآن الكريم فى تعليقاتهم على ما كتبت فى أمرين أساسيين:

الأول: الغضب العارم من تكرار أخطاء بعض قراء القرآن الكريم وبخاصة فى صلاة الفجر وعلى الهواء مباشرة، مما يعنى أنه تم إلغاء الهدف من إنشاء المحطة، وهو محاربة تحريف القرآن.

الثانى: غضب شديد من تكرار بث الإعلانات التى تقطع على الناس متعتهم بالاستماع للقرآن، وتقلل من وقار إذاعة متخصصة فى بث القرآن الكريم، وهى الأقدم والأشهر، والأعلى استماعا بين الإذاعات المصرية والعربية جميعا.. كيف تستعيد إذاعة القرآن الكريم دورها دون إعلانات تقطع على الناس تواصلهم واستمتاعهم بالقرآن الكريم؟

نجيب عن هذه التساؤلات فى مقال قادم.