شريف رياض يكتب: صفقة رأس الحكمة

الكاتب الصحفي شريف رياض
الكاتب الصحفي شريف رياض

أحدثت صفقة تنمية وتطوير منطقة رأس الحكمة التى وقعتها مصر والامارات بقيمة 35 مليار دولار ارتياحا فى الأوساط الاقتصادية فى مصر لأنها مثلت أكبر صفقة استثمار أجنبى مباشر فى تاريخ مصر وخطوة مهمة لخروج الاقتصاد المصرى من عنق الزجاجة وحل أزمة السيولة الدولارية التى نعانى منها. أن تحصل مصر خلال أسبوع على 15 مليار دولار يعقبها خلال شهرين 20 مليار دولار أخرى شيء بالتأكيد سيحرك الأسواق ويحل مشاكل كثيرة وفى مقدمتها توافر العملة الحرة للافراج عن السلع الأساسية المحتجزة بالموانئ.. ولهذا وجدنا د.مصطفى مدبولى رئيس الوزراء يوجه فوراً بخطة إفراج تدريجى عن السلع المحتجزة  بالجمارك ووجدنا تراجعا فى سعر الدولار بالسوق الموازية وسعر الذهب وسعر حديد التسليح وأسعار بعض المواد الغذائية.

الصفقة تمت من خلال أفضل صيغ الاستثمار الأجنبى وهى صيغة الشراكة التى تضمنت أن تحصل مصر على 35٪ سنويا من أرباح المشروع.

من أهم المزايا أيضا عشرات الآلاف من فرص العمل التى سيوفرها المشروع فى قطاعات السياحة والعمران والمقاولات والتعليم والصحة والصناعات التى سيخلقها فى المنطقة.

لكن مادامت الصفقة تم توقيعها فإن من حق كل مواطن أن يعرف أهم تفاصيلها حتى لا نترك الفرصة للقيل والقال فعلامات الاستفهام التى طرحت خلال الأيام الاخيرة كثيرة ولهذايجب أن تبادر الحكومة بالاجابة عليها فى أسرع وقت.

هل تتوقف حرب غزة قبل رمضان؟

هل سنصل الى هدنة إنسانية فى قطاع غزة توقف نزيف الدم الفلسطينى قبل شهر رمضان؟

سؤال تتمنى كل شعوب العالم وخاصة الشعوب الاسلامية أن تكون إجابته ∩نعم∪ بعد أنهار الدم التى سالت  على مدى 144 يوما منذ 7 أكتوبر الماضى.. نتنياهو وحكومته غير معنيين بالطبع باستمرار الحرب فى رمضان ولهذا فهم يتشددون فى مفاوضات الهدنة التى مازالت تتأرجح ما بين باريس ثم القاهرة فباريس والآن انتقلت الى الدوحة بينما أطراف التفاوض ثابتة وهى مصر واسرائيل والولايات المتحدة وقطر التى تنقل وجهة نظر حركة حماس.

التعنت الاسرائيلى جعل دولا كثيرة تراجع موقفها من اسرائيل خاصة بعد إصرار نتنياهو على أن اجتياح مدينة رفح الفلسطينية أمر لا مفر منه سواء تم التوصل الى هدنة وتأجيل الاجتياح الى ما بعد الهدنة أم فشلت جهود التوصل لهدنة وتم الاجتياح خلال أيام.. وفى مقدمة هذه الدول الولايات المتحدة التى بدأت تدرك أن موقف نتنياهو يسبب احراجا شديداً للرئيس بايدن وهو يستعد لخوض المعركة الانتخابية ولايرى أى مبرر للاجتياح الاسرائيلى لمدينة رفح الذى سيؤدى لسقوط عشرات الآلاف من الشهداء والمصابين إضافة لمن سقطوا حتى الآن.

شعوب العالم كلها أصبحت ترفض استمرار هذه الحرب وتطالب بوقفها فوراً ومظاهر الاجتياح تتجاور المسيرات واللافتات ووصلت الى حد إشعال أحد العاملين فى الجيش الأمريكى النار فى نفسه بينما يهتف "الحرية لفلسطين" والتجمع أمام منزل وزير الخارجية الأمريكى بلينكن وقذف سيارته بالطماطم كلما غادر المنزل.

تحذير مصر من خطورة إقدام اسرائيل على اجتياح مدينة رفح الفلسطينية يتجدد كل يوم وما قد يتبعه من تهديد للأمن القومى المصرى إذا ما حاولت اسرائيل دفع الفلسطينيين نحو معبر رفح.. ليت نتنياهو يدرك خطورة اللعب بالنار فى هذه المنطقة.