حريات

هرم منقرع

رفعت رشاد
رفعت رشاد

تعودنا أن ننطقها بهذا الشكل «منقرع»، وهو الهرم الأصغر فى أهرامات الجيزة بعد هرم خوفو الأشهر وهرم خفرع متوسط الحجم. أثار هرم منقرع ضجة فى الفترة الأخيرة بعدما تقرر تجليده بأحجار من الجرانيت، وتبين أن القرار غير مدروس وثار الرأى العام على مسألة تجليد الهرم الذى عاش فى هذه الحالة لآلاف السنين. اضطر صاحب القرار أن يشكل لجنة برئاسة د. زاهى حواس الأثرى المشهور ووزير الآثار سابقا. مؤخرا قدمت اللجنة تقريرا بالإجماع ترفض فيه استكمال تجليد الهرم. 


ذكرت اللجنة فى تقريرها وجود استحالة للتأكد من المكان الأصلى الدقيق لأى من تلك الكتل الجرانيتية على جسم الهرم. كما أن إعادتها سوف تغطى الشواهد الموجودة لطرق وكيفية بناء المصريين القدماء الأهرامات. وطالبت اللجنة بتقرير علمى للوزارة للتنسيق مع اليونسكو يُعرض على اللجنة الدائمة للآثار المصرية. واشترطت قبل القيام بأعمال التنقيب الأثرى للبحث عن مراكب منقرع أن تكون هناك أسباب علمية مفصلة تعرض على اللجنة العلمية العليا. 


مسألة تجليد هرم منقرع تدل على أن هناك من يتخذ خطوات غريبة وعجيبة بدون دراسة، فلم نسمع أنه تم تجليد آثار مضى على وجودها آلاف السنين إلا لو كانت فى حاجة إلى ترميم. المعروف أن مواد البناء الحديثة مثل الأسمنت وغيره تسبب أشد الأضرار للآثار المصنوعة من مواد طبيعية اختارها الإنسان القديم بناء على معرفة كاملة بمواصفاتها. كما أن تجليد الهرم أو غيره من الآثار يشوه معنى الأثر، فالأثر ليست قيمته فى صورته الخارجية المنمقة وإنما فى استمرار وجوده صامدا على مدى قرون معبرا عن قدرة الأجداد فى صنع الحضارة. 
على المتطوعين بالفتوى فى مثل هذه الأمور بدون علم أن يتركوا معالم حضارتنا بدون تدخل مخرب ومدمر.