ننشر التحقيقات في مقتل الزوجة المصرية مريم على ضفاف نهر الراين

المصرية مريم وأطفالها
المصرية مريم وأطفالها

مى‭ ‬السيد

  تحقق السلطات السويسرية فى واقعة العثور على الزوجة المصرية مريم مجدى الطفيلى، من مدينة المنصورة، جثة هامدة على ضفاف نهر الراين، وأعلنت شرطة شافهاوزن بالمدينة أنه تم القبض على زوجها كمشتبه به فى قتلها والتخلص منها، حيث تجرى الأجهزة الأمنية تحرياتها لكشف تفاصيل الواقعة.

وتحولت بعدها صفحات السوشيال ميديا، إلى دفتر عزاء، خاصة لأقارب وأسرة المجنى عليها، والتى كانت تحاول استعادة بناتها من زوجها الذى اختطفهما من مصر، وهرب بهما إلى سويسرا، حيث تحولت قصة مريم إلى قضية إنسانية بسبب المعاناة الكبيرة التى عاشتها فى رحلة استعادة ابنتيها كما روى أصدقاؤها وأقاربها.

صرح المتحدث الإعلامى لشرطة شافهاوزن، بأن جثة مريم البالغة من العمر 26 عاما، اكتشفتها السلطات ظهر الجمعة الماضية على ضفاف نهر الراين، وذلك ضمن جهود البحث التى شاركت فيها العديد من أطقم الشرطة السويسرية، بعد أن أبلغت أسرتها باختفائها.

وأكدت الشرطة؛ أنه حتى الآن لا تزال الظروف الدقيقة للوفاة غير واضحة، لكنها لا تستبعد وجود طرف ثالث، وألقي القبض على المشتبه به الزوج يبلغ من العمر 32 عاما فى كانتون شافهاوزن، لافتًا إلى أن مريم بعد إجراء الفحص المبدئى؛ تبين أنها تتناول دواء طبيًا بصفة يومية، وكانت تتحدث العربية والإنجليزية والألمانية المكسورة.

وروى أصدقاء الراحلة مريم، تفاصيل معاناتها ورحلتها الصعبة؛ بعد أن خطف زوجها ابنتيه «فاطمة وخديجة» من مصر وذهب بهما إلى سويسرا وتركها تواجه العديد من المشكلات من أجل حضانة ابنتيها، طرقت المجني عليها العديد من الأبواب حتى تمكنت من السفر إلى هناك.

فقد تزوجت مريم من المتهم، وأنجبت ابنتيها، وحدث خلاف وقررا الانفصال، وبما أن الأطفال تحت سن الرشد فكانت الحضانة من حق «مريم»، إلا أن زوجها تعنت ووصلت الأمور إلى المحاكم، ثم غدر بها وخطف البنات إلى خارج مصر، لكنها قررت اختيار الطريق الصعب، ذهبت خلف فلذة أكبادها، لكن القدر لم يمهلها وفارقت الحياة شهيدة.

مريم تصف رحلتها

وفى آخر وصف لها حول تفاصيل الشهور الأخيرة من حياتها ومعاناتها، أكدت مريم فى منشور لها على صفحتها الشخصية على الفيس بوك؛ أنها لأكثر من 85 يومًا، كانت تستيقظ باكرًا بسبب المهام والمواعيد والأوراق والإيميلات الكثيرة الخاصة بـ رحلتها للبحث عن عودة بناتها، مشيرة إلى أنها خلال تلك الأيام التى وصفتها بالثقيلة تعرضت للانهزام والوجع والفرح أيضا.

أكدت المجني عليها قبل مقتلها؛ أنها فى ظل تلك الأيام التى كانت تعانى فيها من الغضب واليأس، كانت وحدها و»بطولها»، تتعامل مع دولة بأكملها بمفردها، قابلت العديد من الصعوبات، لكنها لم تفقد الأمل فى النتيجة، رغم اليأس، والحمل الثقيل الذى يعتبر صعبًا على النفس البشرية.

ووصفت مريم مجدى، الأيام التى قضتها بمفردها منذ آخر «لمة حلوة وحضن الأهل والأخوات والصحاب» - على حد قولها، بالصعبة التى كانت تواجه فيها صراعات نفسية، تكاد تذهب عقل أى شخص بكل أريحية، مؤكدة أنها عاشت تلك الأيام الـ 85 بدون معارف أو أصدقاء.

زوجة مقهورة

أما شقيقها فأكد؛ أن شقيقته يبدو أنها كانت توثق لحظات حياتها الأخيرة، من أجل أن نستمر طوال العمر فى مشاهدتها، لافتًا إلى أنها كانت أمًا عظيمة، كان كل همها فى الدنيا هو البقاء مع ابنتيها، ورفضت مقولة «هستنى لما يكبروا ويرجعوا»، بل اختارت الطريق الصعب، بالذهاب إلى بلد غريبة لم يكن معها فيها سوى الامل في عودة ابنتيها معها الى مصر.

وأضاف شقيقها خلال نعيها فى منشور له على السوشيال ميديا؛ أن هناك حكمة من ربنا، فى عدم العثور عليها بعد اختفائها مباشرة، وهى أن يجعل الجميع يترحمون عليها، ويعلمون ما الذى عانته مع زوجها - الذى وصفه بالظالم ، لافتا إلى أنها كانت زوجة مقهورة ومظلومة وتحملت الكثير من أجل بناتها.

واتهم شقيقها زوجها بقتلها غدرًا- رغم عدم صدور قرار رسمى من النيابة السويسرية بذلك، مؤكدًا؛ أن البلد كلها حزينة عليها، وكان الجميع متعشما فى رجوعها إلى الوطن سالمة، مشيرًا إلى أنها كانت طيبة وتحب الخير لكل الناس، والجميع حتى من لا يعرفونها ترحموا عليها.

زوجها خدعها

            الضحية وزوجها المتهم

أما صديقتها سارة منعم فأكدت؛ أنها طلبت من زوجها حقها الشرعي فى الطلاق لكنه لم يوافق، لافتة إلى أنه كان يبيت النية للغدر، واختطاف ابنتيها والسفر بهما إلى سويسرا، وأيضا لا تستبعد أن يكون بيت النية أيضا لقتلها، مؤكدة أنها منذ اختطاف ابنتيها وهى «كعب داير على منظمات حقوق المرأة، ولم يسعفها أحد».

وكشفت صديقة الراحلة؛ أن مريم تواصلت أيضا مع جهات سويسرية لحقوق الطفل والمرأة، وهم من أرسلوا لها للمجيئ إليهم، مؤكدة أن زوج مريم سويسرى «أبا عن جد»، ولا يربطه بمصر صلة إلا أن جده لأمه فقط كان مصريا.

ولفتت سارة أن زوج مريم لم يكن يتكلم العربية، وحضر إلى مصر للتعرف على أقرباء جده، مشيرة إلى أنهم كزوجين لم يكونا متفقين وطلبت الطلاق والتمسك بحضانة أطفالها فى مصر، مشددة على أنه وافق فى البداية، لكن وجهه الحقيقى ظهر بعد ذلك.

وأكدت صديقتها؛ أنها تحدثت مع مريم بعد بوست الخطف، وشرحت لها أن زوجها المتهم، أجبرها على الذهاب معه إلى القاهرة، واكتشفت أنه رفع 3 قضايا ضدها، من ضمنها دعوى طاعة، وعندما سألته عن السبب، أكد أن المحامى يقوم بعمله لا أكثر، ووعدها بالتنازل وأنها مسألة وقت وإجراءات فقط.

وحول تفاصيل خطف ابنتيها، أكدت صديقة المجني عليها؛ أنه عرض عليها فكرة سفره مع البنات، وفى كل إجازة سيقومون بزيارتها، بحجة أنها منتقبة وسيتم رفض استخراج تأشيرة لها، وعندما رفضت المقترح وطلبها منه السفر مع بناتها، طلب منها الذهاب إلى منطقة شربين فى المنصورة لإحضار أوراقها، وفى ذلك الوقت اختطف البنات وهرب، وترك القضايا مرفوعة والمحامى استمر فيها. 

اقرأ  أيضا : إحالة مواطنة للمحاكمة في سويسرا بتهمة «الإرهاب»


 

;