شبكات الإرهابية تسيطر على سجون بريطانيا وتبيع المخدرات داخلها

جماعة الإخوان الإرهابية
جماعة الإخوان الإرهابية

أيمن‭ ‬فاروق‭ ‬

 أفكار جماعة الإخوان الإرهابية في كل مكان وزمان لا تتغير، فالعنف أسلوب ومنهج فكر، زرعه قادة الشر سابقًا ويتوارثونه جيلا بعد جيل، فلا هم يحبون الأوطان ودائمًا يتخفون خلف مفهوم الخلافة لكن هدفهم الأساسي هو السلطة وجمع المال، وهذا ما كشفت عنه السنوات السابقة في المنطقة، لكن عاد من جديد لتتكشف تلك الحقائق على أرض الحاضنة الأم لتلك الجماعة «بريطانيا» التي لطالما رعت وحمت جماعة الشر والتطرف، ليأتي الدور عليها وتنال جزءًا من شرها وعنفها، وهذا تقرير مثير أعدته وزارة العدل البريطانية ونشرته الديلي ميل والعديد من الصحف البريطانية، الذي يحذر من أساليب العنف الذي يتبعها السجناء المنتمون لجماعة الإخوان، واستخدامهم العنف داخل هذه السجون ضد السجناء الآخرين من الانضمام إليهم بتكتيكات مختلفة ومدلسة، في التقرير التالي نكشف أبرز ما تناوله هذا التقرير وكيف حولت جماعة الإخوان سجون بريطانيا إلى أرض الفوضى وتجارة المخدرات من أجل المال.

«شرعنة القتل أو العنف باسم الدين»، منهج وأسلوب فكري لدى جماعة الإخوان الإرهابية بشكل خاص والجماعات المتطرفة بشكل عام، تلك الجماعات التي تضع أطرا شرعية للعنف تحت غطاء شعارات دينية زائفة، كما أنها تتستر خلف ستار الدين، ليس هذا فحسب بل إن تنظيم الإخوان الإرهابي يعد أول من أسس لفكرة إباحة استخدام العنف والقوة والسلاح والقتل إن لزم الأمر في سبيل الوصول للسلطة، ليس هذا فحسب بل إن التنظيم الإرهابي يعتمد مبدأ العمل السري والتخفي داخل المجتمعات وتجنيد الأعاء سرا؛ إذ وضع سيد قطب مؤسس التنظيم الأول إطارًا فكريًا لشرعنة التطرف والعنف والعمل المسلح ضد الحكام والمؤسسات وتبنى مفهوم الخلافة كما يزعمون القائم على هدم الأوطان وتلاشي الحدود، وأيضا يستخدم أعضاء الجماعة الإرهابية مفهوم التقية للتخفي وتغطية أنشطتهم السرية، وأخطر ما تستخدمه الجماعة أيضا أسلوب إقناع الناس بأن القتل وإراقة الدماء هو أحد مقاصد الدين وأنه أمرا شرعيا، ليس هذا فحسب لكنه محبب إلى الله، السطور القليلة السابقة كان ضرورية، في هذا التقرير الذي يتناول فكرة أن السجون الغربية لم تسلم أيضا من عنف جماعة الإخوان الإرهابية، لهذا كان لابد من طرح الأفكار والأسس التي نشأ عليها هذا التنظيم الإرهابي، والذي تعاني منه مؤخرًا الحاضنة الأم للجماعة الإرهابية «بريطانيا»، فلا توجد دولة أو مجتمع تواجد داخلها ذلك المرض الخبيث أو ما يسمى بجماعة الإخوان إلا واكتوت بنيرانها، فتنظيم الإخوان القائم على فكرة العنف، مارس هوايته المفضلة، ليحول عبر إحدى العصابات المنتمية إليه، أحد سجون لندن، إلى ساحة «حرب دينية واقتتال وحشي»، هذا ما ذكره تقرير نشرته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.

تقرير خطير

ازدياد أعداد المتطرفين في السجون البريطانية خلال الفترة الماضية أبرز ما أشار إليه هذا التقرير الذي نشرته الديلي ميل، وعلى الأخص النساء بينهم؛ حيث تقوم جماعة الإخوان بتجنيد السجناء الأكثر ضعفًا والتي تستطيع التأثير عليهم واقتيادهم فكريا، ليس هذا فحسب كما تناول التقرير، شهادات النزلاء السابقين والمحكومين بأحكام جنائية أيدت ما أوردته التقارير من أن لدى العصابات المتطرفة جنودها الخاصين للقيام بأعمال العنف، منوهة إلى أن الحرب الدائرة بين الفصيلين ليست قائمة على أساس ديني بقدر ما هي رغبة للسيطرة على عالم المخدرات ومصادرها وتوزيعها ومناطق سيطرتها، في معركة راح ضحيتها ثلاثة قتلى بين الفصيلين المتطرف والإجرامي، ليس هذا فحسب فإن الحاضنة الأم وأجهزتها ومؤسساتها الأمنية والقضائية انتابتهم مخاوف وتزايدت مؤخرًا من عدم قدرتها في التعامل مع النفوذ المتطرف داخل السجون، دون أن يتم اتهامها بالعنصرية وبشكل خاص، مع تزايد انتماء النزلاء لهذه التشكيلات المتطرفة.

كما تناول التقرير شهادة ضابط سجن سابق لإحدى الصحف الإلكترونية البريطانية، حيث قال: إن العصابات المتطرفة أصبحت الآن الفصيل المهيمن في نظام السجون، وتشكل تهديدًا لا يريد الناس التحدث عنه»، كما تناولت الصحيفة البريطانية، عن الرجل، الذي خدم في أصعب سجون بريطانيا وقضى عقدًا من الزمن في سجن سترانجوايز سيئ السمعة في مانشستر، قوله: «إنه بالتأكيد موضوع محظور، لكن المتطرفين الذين ينتمون لتلك الجماعات المتشددة أقوياء جدًا الآن في نظام السجون. إنهم قوة متنامية»، وأشار  الضابط المخضرم، الذي رفض ذكر اسمه، أن النظام القضائي غير مجهز للتعامل مع التحدي الذي تمثله العصابات المتطرفة والمتشددة».

وكشفت أرقام صادرة من وزارة العدل البريطانية الأخيرة أن عدد المتطرفين والمتشددين خلف القضبان في بريطانيا قد ارتفع بشكل كبير على مدى السنوات الثلاثين الماضية، وأظهرت الأرقام الصادرة من وزارة العدل البريطانية الذي صدرت منذ شهور قليلة لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، أنه كان هناك 15584 سجينًا متطرفا في إنجلترا وويلز، مقارنة بـ3681 فقط في عام 1997، وتمثل الزيادة البالغة 323% مجموعة كبيرة من المجندين المحتملين للعصابات المتطرفة في السجون، كما تكشف الأرقام أن 18% من جميع السجناء يُعرفون الآن بأنهم مسملون، أي ما يقرب من ثلاثة أضعاف نسبة 6.5% في عموم سكان المملكة المتحدة، وفي الشهر الماضي، كشف عن أن 3096 سجينًا متشددا، أي ما يقرب من واحد من كل خمسة، كانوا من البيض، مقارنة بـ7.8% فقط من المتطرفين البيض في المجتمع الأوسع، وفقًا لتقرير ديلي ميل.

كما وجد القائمون على إعداد التقرير، الذين تحدثوا إلى عشرات السجناء والموظفين في السجون شديدة الحراسة؛ أن جماعة الإخوان كانت العصابة المهيمنة والمسيطرة داخل نظام السجن، وخلص التقرير إلى أن جماعة الإخوان كان لها تسلسلها الهرمي الخاص، حيث كان القادة في كثير من الأحيان يتحدثون العربية ويزعمون أنهم علماء الإسلام، كما تمت مكافأة الإرهابيين المدانين بمناصب عليا في جماعة الإخوان.

وجاء في التقرير: هناك ضغط كامن على الناس للتحول والانضمام إلى العصابة، والتكتيك الذي يستخدمونه هو تكوين صداقة مع شخص ما عندما يأتي، إذا لم ينضموا إليهم فسيبدأون بعد ذلك في نشر شائعات عنهم، بأن هذا الشخص واشي، لذلك سيتم نبذهم ثم سيتبع ذلك الضرب، كما قامت جماعة الإخوان بتشكيل جنود مشاة تم تكليفهم بتنفيذ أعمال عنف نيابة عن العصابة.

الإخوان وتجارة الكيف

وكشف أحد السجناء عن أنهم ينضمون إلى السجناء أصحاب البشرة السمراء؛ حيث يمكنهم دفعهم للقيام بهذه الجرائم، وخلص التقرير إلى أن جماعة الإخوان تمكنت من جني المال عن طريق بيع المخدرات وفرض الضرائب على السجناء الآخرين، واستخدمت الأعضاء الأصغر سنا للقيام بذلك.

كما انتهى التقرير إلى أن جماعة الإخوان كانت في الأساس مشكلة في سجون الفئة أ، وتم تخفيفها في المؤسسات الأمنية المنخفضة.

ونوه أحد ضباط السجن موضحا دور هؤلاء السجناء التابعين لجماعة الإخوان إلى أنهم مجرمون يريدون السلطة والنفوذ والتسبب في الفوضى، هل كانت هناك حوادث للسجناء التابعين لجماعة الإخوان؟، أجاب بـ نعم، ولكن الأمر يتعلق بالسلطة، والمكانة، والإجرام، وليس الإيمان».

التقرير الصادر عن وزارة العدل يتم تحديثه بشكل سنوي؛ إذ ان تقرير عام 2019 أكد على التقرير الأخير وكشف أن العصابات المتطرفة، ومن بينها أفراد من تنظيم الإخوان، في سجون المملكة المتحدة تجبر السجناء على اعتناق الإسلام من خلال التهديدات بمواجهة العنف والضرب، ووفقا لصحيفة «التايمز البريطانية»، أوضح التقرير، الذي فحص 3 سجون من أصل 8 سجون تخضع لحراسة أمنية مشددة في انجلترا، كيف تقوم تلك العصابات بغرس الخوف في نفوس العاملين في تلك السجون، وأعدت وزارة العدل هذا التقرير بالتعاون مع باحثين في بعض الجامعات لفهم طبيعة هذه العصابات بشكل أفضل؛ وبعد إجراء مقابلات مع 83 سجينا و73 من العاملين، خلص إلى أن تلك العصابات المتشددة تتبع العنف والبلطجة والترهيب.

وأوضح التقرير البريطاني؛ أن المدانين في قضايا إرهابية هم من يشغلون المناصب الكبيرة في تلك العصابات، التي فرضت قواعد صارمة داخل السجون، مشيرًا إلى أنهم يقومون بإجبار النزلاء على دفع إتاوات من أجل الحصول على الأموال، كما نوه التقرير إلى أنه يعتقد أيضا أن أعضاء العصابة هم من يسيطرون على حركة المواد المهربة مثل الهواتف المحمولة والمخدرات، وأفاد التقرير بأن المجموعة الأكثر أهمية من بين تلك العصابات هي ما تعرف باسم تنظيم»الإخوان».

وصرح الأمين العام لنقابة ضباط مصلحة السجون البريطانية، ستيف جيلان:» لقد حذرنا، بعض الوقت، من تنامي العصابات سواء أكانت ما يسمى الإخوان أو غيرهم»، مضيفا أن هذا التقرير مثير للقلق.

اقرأ  أيضا : مصدر أمني عن مزاعم وجود انتهاكات بسجن القناطر: «أكاذيب إخوانية»


 

;