باختصار

الطريـق الصحيح

عثمان سالم
عثمان سالم

من المؤسف أن ترى فى ابنك موهبة تتبخر من بين يديك بسبب خارج عن إرادتك متعلق بالإمكانيات المادية فتحول بينه وبين مكان يتسع له بين الموهوبين فى عالم كرة القدم.. أحد البسطاء اتصل بى يبحث عن فرصة لابنه بأحد الأندية أفضل من المكان الموجود فيه وشهدوا له بالتميز منذ وضع أقدامه على أرض الملعب.. اتصلت بأحد القائمين على قطاع الناشئين بأحد الأندية ذات الموارد العالية.. رحب الرجل وذهب هذا الشخص وابنه ودخل الاختبارات واجتازها بنجاح لكنه فوجئ بطلب عشرة آلاف جنيه لتسجيل الناشئين لمدة ستة أشهر ويتجدد المبلغ فى الموسم الجديد!! أسقط فى يدى ويد والده العامل فى ورشة وليس لديه هذا المبلغ فى ظل الظروف الاقتصادية الطاحنة التى يمر بها الجميع وعندما سألت رئيس القطاع عن هذا المبلغ قال إن أحد العاملين فى المجال الرياضى مؤجر المكان من النادى نظير مبلغ كبير.. اقترحت على الرجل تأجيل مرحلة الانتقال إلى الصيف القادم على أن تكون الآلاف العشرة نظير موسم كامل وليس النصف وقد يكون مميزاً لدرجة ضمه لفريق النادى لنفس المرحلة السنية فيعفى من المصاريف.. هذه الحالة لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة بعدما تحولت كرة القدم لبيزنس كبير ولم يكن الهدف البحث عن المواهب واكتشافها وتقديمها للأندية والمنتخبات.. كثيرون ممن يتابعون الاختبارات فى الأندية يؤكدون أنها غير موضوعية بالمرة اللهم إلا النزر القليل الذين يفرضون أنفسهم بموهبتهم المتوهجة لدرجة ألا يستطيع المدرب إخفاءها فى ظل متابعين للاختبارات ومن الممكن أن تقتل الموهبة مبكرا إن لم يتجاوب اللاعب وأسرته مع طلبات المدربين بعد ذلك ومن المؤسف أن بعض الطلبات غير أخلاقية فيضطر ولى الأمر لأخذ ابنه من النادى والبحث عن مكان آخر وقد يفاجأ بما هو أسوأ فيطوى الولد وأسرته الجراح بدعوته للاهتمام بدروسه ليضيع حلم تقديم موهبة قد تكون على شاكلة محمد صلاح.. وعلى مر السنين التى عشتها تابعت الكثير من المواهب التى دفنت حية بأيدى المدربين أو بأيدى اللاعبين أنفسهم الذين لم يقدروا النعمة التى منحها لهم المولى.
فى ملحق الجمعة الرياضى فى «الأخبار».. طالعت موضوعا عن افتتاح المرحلة الأولى للمشروع القومى لاكتشاف الموهوبين بمركز شباب الشيخ زايد.. المشروع تنفيذ إحدى الشركات بالتعاون مع وزارة الرياضة بهدف الكشف عن المواهب.. فى إطار الاهتمام بالنشء فى مختلف الرياضات خصوصا كرة القدم بتوسيع القاعدة فى كل المحافظات بتشجيع انتقاء واكتشاف المواهب فى إطار استراتيجية وطنية.. إن صحت التجربة وكانت الفكرة شفافة وبعيدة إلى حد ما عن البيزنس فيمكن القول إننا بدأنا نضع أقدامنا على الطريق الصحيح بأسلوب علمى يدفع الموهوبين ليأخذوا أماكنهم فى الصفوف بشرط أن يوضع فى الحسبان مثل نوعية الناشئ الذى توسل لى والده لمساعدته.