كلام يبقى

مبادئ مصر لا تتجزأ

ممتاز القط
ممتاز القط

منذ توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل لم تسجل مصر خرقاً واحداً لبنود الاتفاق وكل الملاحق الخاصة به.
هذا الموقف يمثل جزءاً هاماً من ثوابت السياسة الخارجية لبلادنا ويشهد به العالم كله والذى حول عملية السلام بين مصر وإسرائيل إلى نموذج يحتذى به فى أى مفاوضات مماثلة على المستوى العالمى.


مبادئ مصر لا تتجزأ وأيضا لا تخضع للأهواء أو التصريحات الهوجاء التى تصدر بين الحين والآخر من بعض الساسة الجدد فى إسرائيل فيما يخص عملية تهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء ومن الضفة الغربية للأردن.


منذ اللحظة الأولى لاندلاع طوفان الأقصى وحرب الإبادة التى تقودها إسرائيل ضد المدنيين فى كل الأراضى المحتلة أكدت مصر رفضها القاطع لعمليات التهجير والتى تعكس النزعة التوسعية لإسرائيل.
موقف مصر أكدته أيضا كل المحافل الدولية التى شددت على خطورة فكر الاستيطان والذى قد يأخذ المنطقة كلها إلى آتون حرب وصراع لا يحفل بحدود الجغرافيا أو يؤمن بحقوق السيادة.
للأسف الشديد فإن ساسة إسرائيل من المتشددين لا يخفون أحلامهم فى إسرائيل الكبرى وإنهاء ملف الدولة الفلسطينية للأبد وذلك بتكرار تصريحاتهم المستفزة والتى تتعامل معها مصر بحرفية وخبرة وذكاء والتزام كامل بالشرعية والقانون.
على الأرض تمارس إسرائيل عملية تهجير قسرى للفلسطينيين من الشمال إلى الجنوب وتضع أهالى غزة فى مصيدة الموت أو الفرار إلى رفح كبديل وحيد بعد أن تقطعت بهم كل السبل.. وعلى حين يؤكد قادة المقاومة الفلسطينية رفضهم القاطع للقبول بالضغوط الإسرائيلية إلا أن الأمر قد يتطور بالفعل لتشهد منطقة رفح مأساة جديدة تصبح فيها كل الخيارات متاحة أمام مصر.


ساسة إسرائيل الذين تنقصهم الكياسة السياسية ويعيشون فى وهم وغيلاء القوة التى لا تقهر لابد أن يعيدوا قراءة كل ملفات السلام وكيف التزمت مصر تماما بها. كذلك يأتى دور المجتمع الدولى وخاصة الولايات المتحدة السند والدعم لإسرائيل للتوقف عن التصريحات أو السلوك الاستفزازى فيما يخص خرافة التهجير أو توصيل المساعدات من معبر رفح.
التهجير حلم إسرائيل قد يوقظها منه اجتماع عاجل يعقده سامح شكرى وزير الخارجية مع سفراء العالم بمصر لإعلان الموقف المصرى بكل الصراحة والوضوح وقبل أن يقع أى محظور نرفضه جملة وتفصيلا وحفظ الله لمصر خير أجناد الأرض.