كلام يبقى

ممتاز القط
ممتاز القط

مع مرور مائة يوم على طوفان الأقصى يتجدد الأمل فى قدرة المجتمع الدولى على وقف هذا العدوان الهمجى الذى تقوم به إسرائيل تجاه المدنيين العزل فى غزة وكل الأراضى المحتلة.


مائة يوم سوف تظل وصمة عار يندى لها جبين العالم وهو يقف عاجزا أمام الصلف والغرور الإسرائيلى الذى يضرب بالقانون والشرعية عرض الحائط ويصيب الإنسانية فى مقتل.
إن بحور الدم التى أغرقت غزة تؤكد بلا أدنى مجال للشك أن عالمنا اليوم أصبح أشد ما يكون حاجة لنظام دولى جديد يحميه من الانهيار الذى تسببه سياسة الكيل بمكيالين التى يتعامل بها الغرب وكل الدول المتقدمة تجاه الشعوب العربية.


إذا كانت لغة المصالح الضيقة تحكم عالمنا اليوم فقد آن الأوان لأن يكون للعرب كلمتهم ووحدتهم لامتلاكهم لمقومات القوة.
لاشك أن القوة الاقتصادية والمالية التى تمتلكها بعض الدول العربية قد تتحول إلى نقمة أمام مطامع قوى الغرب التى لم تعد تخجل من أى شيء. قوى الغرب التى تجسدها سياسة الإدارة الأمريكية فى أبشع صورها وهى تؤيد سياسة العدوان الإسرائيلى بكل الصلف والغرور.


إننا مطالبون اليوم أكثر من أى وقت مضى بمراجعة كل الحسابات وعدم إعطاء أى فرصة لأعداء أمتنا وذلك من خلال وضوح الأهداف والتى تتحدد المطالب بموجبها.
دعونا نعلى من قيمة وحقيقة الانتصار الذى حققته قوى المقاومة الفلسطينية والذى دفع الشعب الفلسطينى ثمنه بدماء آلاف الأبرياء الذين سالت دماؤهم الذكية بطول الأراضى المحتلة وعرضها.


إن أى انتصار عسكرى قد يتحول إلى نقيضه تماما إذا لم يتم استثماره جيدا وذلك من خلال وحدة الموقف الفلسطينى ووجود رؤية مشتركة لكل قوى المقاومة الفلسطينية بعيدا عن الحسابات الضيقة التى وقفت حائلا دون تحقيق المصالحة الفلسطينية الحقيقية.


إن مصر تقوم الآن بجهود مكثفة لحشد التأييد الإقليمى والدولى لفكرة وحدة الأراضى وإقامة الدولة الفلسطينية على كل الأراضى المحتلة قبل ٦٧ مستغلة فى ذلك موقف الإدارة الأمريكية الذى سوف ينحاز أو يقترب أكثر من الحق الفلسطينى كلما اقتربت الانتخابات الأمريكية ومحاولة الرئيس بايدن لإنقاذ نفسه قبل إنقاذ نتنياهو.


مظاهرات الغضب التى تجتاح العالم ضد إسرائيل لابد أن تدفعنا للسؤال ماذا بعد؟! ماذا بعد «إن البندقية اتكلمت».


شعبنا الفلسطينى الأبى دفع الثمن فهل يقدر قادته أن الموقف يحتاج لقرارات جريئة ودماء جديدة تقود المسيرة وتحافظ على ما تحقق؟!