قلب مفتوح

زراعة الأمل

هشام عطية
هشام عطية

لا جديد.. المصريون يبهرون العالم من جديد.. عشرات الملايين الذين توفدوا على لجان الاقتراع فى الانتخابات الرئاسية  فى ظروف حياتية صعبة تحرض على الغياب وأزمات معيشية كانت تغرى بالعزوف، أكدوا أمام العالم حقائق تستحق الوقوف أمامها باجلال وتقدير، أولها أن هذا الشعب يمتلك رصيدا حضاريا لا ينضب أبدا يستدعيه وقت الأزمات لينفق منه على حماية أمن هذا الوطن حتى وإن تكالبت عليه الهموم والملمات.

المشهد التاريخى الذى صنعه المصريون فى الاستحقاق الرئاسى يعنى بما لايحتمل الشك أو التأويل أنهم انحازوا لفكرة الدولة التى اخترعوها منذ آلاف السنين وصدروها للبشرية وأنهم سيظلون الأمناء عليها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

لم يبعث  المصريون برسائل إلى الخارج فقط بل إلى أهل القرار بالداخل وأهم رسائلهم أن  شعب دولة ٣٠ يونيو مازال متماسكا صلبا رغم التصدعات التى أحدثتها هزات التضخم  وتردى الخدمات.

إن شئنا أن نرمم هذه التصدعات وأن نحافظ على صلابة هذا الشعب كالبنيان المرصوص فلا مفر أن نمارس قدرا من الصراحة وأن نسجل أن هناك غضبا مكتوما فى الصدور من أسعار تجبرت تجاوزت حدود الجنون ، هناك حنق وزعل من تقاعس وتفريط وحكومة تركت شعبها نهبا لبعض التجار الذين احترفوا النهب والجشع واكتناز الحرام.

 المصريون الذين تحملوا بصبر الأنبياء صفعات الإصلاح الاقتصادى الصعبة  حفاظا على دولتهم ودعما لقيادتهم يشعرون بالارتياب  من المستقبل إن ظل التضخم على انحرافه الشديد.

 تلك المخاوف الحقيقية أحيانا والمفتعلة فى أحيان أخرى لابد لها أن تزول، وأن يأمن المواطن على قوت يومه وأن يخرج من دوامة اللهاث وراء احتياجات أساسية لا يمكن له الاستغناء عنها حتى يستطيع أن ينتج ويبنى، البطون الخاوية لاتصنع نهضة ولا تعرف ولا تعترف بالانتماء.

على الدولة وحكومتها - جديدة كانت أم قديمة - أن تسارع بإعادة زراعة الأمل من جديد فى نفوس المصريين بأن الغد افضل وبإجراءات محسوسة ملموسة تمس حياة المواطن اليومية، حتى يظل هذا الوطن قويا عصيا على كل مؤامرات الكائدين والحاقدين وما أكثرهم.