إنها مصر

مصر والمنطقة المشتعلة

كرم جبر
كرم جبر

حماية الأمن القومى المصرى تقتضى ترسيخ الثوابت الوطنية والتصدى بقوة للشائعات أو المعلومات غير الصحيحة التى تضر بمصالح البلاد، ووسائل الإعلام الوطنية التى تقف دائماً فى ظهر الدولة المصرية، لن تتوانى فى الدفاع عن الأمن القومى، ضد الميليشيات الإليكترونية الكاذبة، التى تزايد على المشاعر الوطنية، فى وقت لا يقبل إلا العمل الجاد من أجل غزة وشعبها.

ليس هناك من يسعى للحرب من أجل الحرب، ولكن إذا لاح الخطر واقترب من الوطن، فكل غالٍ ورخيص يهون، دفاعاً عن الأرض والدولة والشعب، حتى تظل البلاد آمنة وسالمة ومطمئنة، وحان الآن وقت الاصطفاف وراء الدولة والجيش المصرى فى المهمة المقدسة واليقظة التامة لما يواجه البلاد من تحديات، وحماية البلاد والبشرية كلها من تداعيات العدوان الإسرائيلى الوحشى واغتيال القيم الإنسانية على مرأى ومسمع من العالم كله.

جيش مصر لم يدخل حروبا وصراعات خارجية رغم الضغوط الرهيبة للزج به فى صراعات مشتعلة فى المنطقة، ولكنه أعلنها بصراحة: نحن فقط للدفاع عن مصر وشعبها وأمنها واستقرارها، والتصدى لمن يعاديها أو يحاول الإضرار بمصالحها.

المساندة التامة والدعم الكامل للإجراءات التى يتخذها الرئيس والدولة لحماية الأمن القومى ودرء المخاطر التى تتعرض لها البلاد، والتأييد الكامل للجهود التى تبذلها القوات المسلحة للدفاع عن ثوابت الأمة تاج فوق رءوسنا، فلم تسع يوماً إلى الحرب وإنما إلى السلام، المبنى على القوة والقدرة على التصدى لأى مخاطر تهدد البلاد.

مصر لم تتلوث يدها بنقطة دماء عربية واحدة، فهى تصون ولا تهدد وتحقن الدماء ولا تهدرها، ورغم حدودها المشتعلة فى دول الجوار، إلا أنها لم تعتد على دولة، ولم تهدد أمنها واستقرارها وكانت دائماً العون والسند للأشقاء فى مختلف الأزمات.

الرصاص المصرى لم ينهمر إلا فوق رءوس الإرهابيين ومن يحاول الاعتداء على البلاد، وطهرت مصر سيناء من الإرهابيين الذين جاءوا من كل مستنقعات الإرهاب فى العالم، وأرادوا تحويلها إلى وطن للخوف وينطلقون منها لترويع الآمنين، خصوصاً مصر، الرصاص المصرى الساخن لا يعرف الرحمة مع الذين انتزعت من قلوبهم الرحمة.

مخطئ من يظن أن صبر مصر ضعف أو تخاذل، ولكن عندما يفيض الكيل، فلا تنتظر إلا رد الفعل القوى الحاسم، الذى يعيد الأمور إلى نصابها، مصر لا تريد إلا الأمن والاستقرار لكل دول وشعوب المنطقة، وتعرف حدود مهمة قواتها وكيف يظل جيشها صمام الأمان فى كل الأزمات والتحديات.
مصر لم تبخل يوماً بالدماء والتضحيات من أجل القضية الفلسطينية، وتحملت الأعباء الكبيرة عن طيب خاطر، وتجسدت مواقفها الوطنية فى الأحداث الأخيرة، بقرارات وإجراءات تتسم بالوطنية والشجاعة والدفاع عن الأمن القومى العربى.