وجع قلب

انفصال عائلى

هبة عمر
هبة عمر

كان أحد دروس الطفولة البليغة فى الماضى، رغم بساطتها ، هو درس الاتحاد قوة الذى يروى قصة رجل حكيم اشتد عليه المرض فجمع أولاده وأعطى كل واحد منهم عودا ليحاول كسره ونجحوا جميعا فى كسر أعوادهم بسهولة، فجمع الحكيم الأعواد فى حزمة واحدة ربطها جيدا وأعاد اختبار الأبناء فى محاولة كسر حزمة الأعواد ولكنهم فشلوا جميعا ليخبرهم أن اتحادهم معا هو الثروة الحقيقية وهى أهم من كل مال أو أرض يمكن أن يتركها لهم، ورغم المغزى الواضح من القصة قد يبدو أن فهمه والعمل به كان صعبا فى عالمنا العربى، الذى عانى أحيانا من «انفصال عائلى» جعل جمع أعواده فى حزمة واحدة يخضع لإختلاف وجهات النظر واختلاف توجه المصالح والأهداف فى كل قضاياه الرئيسية.

فى لعبة كرة القدم يعد تسلل أحد اللاعبين خلف دفاع الفريق المنافس خطأ يستوجب عقابا من حكم المباراة قد يغير النتائج، ولكن فى عالم اليوم تتغير القواعد ويصبح التسلل مباحا تحت مسمى الدفاع عن النفس، ويكتفى الحكم بمناصرة الفريق الذى يحقق مصالحه، بينما الفريق صاحب الحق يقف عاجزا أمام قوة من يضعون قواعد جديدة تهدم اللعبة من أساسها.

ومثل حالة العائلات التى تعانى من تفتتها نتيجة الانفصال والتفرق بين أفرادها تعانى أيضا الدول التى يفترض أن تجمعها جغرافيا وتاريخ وهموم وأهداف مشتركة، حين تسمح بتسلل من يريد إحراز أهداف مسروقة فى مرماها، ثم إبعادها عن كل وحدة تقوى صلاتها مع محيطها، فلا أحد يريد هذه الوحدة حتى لو كانت مجرد نيات طيبة لا تفرض أمرا على أرض الواقع.

ومع كل مايجرى الآن على أرض فلسطين من مجازر هل يليق أن تتسلل بضائع دولة الاحتلال الى متاجر عربية؟ 

ربما لو اجتمعنا  هذه المرة قد تصبح أعوادنا عصية على الكسر، ويصبح الأمل متاحا أمام أجيال الأبناء والأحفاد فى مستقبل قادر على حمايته.