سوف تظل حرب الإبادة ضد الفلسطينيين وصمة عار فى جبين أمريكا وإسرائيل ونقطة تحول ضخمة فى مستقبل العالم. ورغم كل المحاولات لمنع إتساع نطاق تلك الحرب إلا أن هناك مؤشرات عديدة تؤكد أن تلك الحقبة السوداء سوف تأخذ العالم كله إلى مستقبل مجهول تنعدم فيه القيم وتتوارى للأبد ما كان يعرف بالشرعية والقانون الدولى لتسود من جديد لغة الغاب.
يحظى كثير كل من يعتقد أن مفهوم الحرب العالمية الثالثة سوف يكون شبيهاً بالحربين العالميتين الأولى والثانية سواء بين أطراف هذه الحرب أو فى الأسلحة والوسائل والأعراف التى كانت تعرف بقوانين الحرب.
دعونا نقر بحقيقة أن الحرب الثالثة قد بدأت بالفعل وأن اتساع نطاقها الزمنى سوف يمتد ربما لعدة شهور أو سنوات كما أن امتدادها الجغرافى سوف يتسع ليشمل انحاء العالم كله.
قانون الغاب سوف يسود مع تضاؤل دور المنظمات الأممية التى تقف اليوم عاجزة عن تنفيذ أى من قراراتها أو وضع حد لنزيف الدم الذى يكاد يغرق العالم كله تحت شعارات براقة لما يسمى بالنظام العالمى الجديد سوف تسقط هيبة القوتين الكبيرتين ليظهر مارد جديد فى دائرة الصراع وهو الصين بدأت بالفعل حرب المعرفة والسيطرة على الاقتصاد العالمى وستكون حربها القادمة للاستيلاء على تايوان مستغلة الغرق الأمريكى فى الصراعات الأقليمية وخاصة تلك التى نعيش يومياً إرهاصاتها..
نعم حرب الإبادة التى تمارسها أمريكا وإسرائيل لا تهدف إلى وأد حركة حماس كما يدعون ولكنها بداية لرسم خريطة جديدة لمنطقة الشرق الأوسط كلها والتى أعلنت إسرائيل قدرتها على الوصول إلى أى بقعة فيها.
إن النظرة الشاملة لمجريات الأحداث عالميا تجعلنا أكثر يقظة فى عالمنا العربى والذى تحيطه أطماع كثيرة.
ما كان مقبولاً بالأمس لم يعد كذلك اليوم وما يحدث الآن فى غزة يجعلنا أكثر حرصاً على التكاتف والوحدة ولو فى أدنى صورها. وإذا كان البعض يعتقد أن ما يقال عن تهجير الفلسطينيين مجرد أقوال فهو واهم لانه جزء من مخطط وخريطة العالم الجديد.
إسرائيل سوف تلاحق الفلسطينيين لانه لايوجد مايردعها ومطالبتها بالهجرة لجنوب غزة سوف يتبعها ضغط أكبر على المعابر من جانب الأشقاء الفلسطينيين وربما اقتحامها هرباً بحياتهم وهو ما يحقق أطماع إسرائيل فى عملية التهجير وفرض سياسة الأمر الواقع وهو الأمر الذى حذرت منه مصر كثيراً ولا تزال.
