فوق الشوك

المكاسب والخسائر بعد ٣٢ يوماً من الحرب

شريف رياض
شريف رياض

بعد ٣٢ يوماً من حرب الإبادة الوحشية غير المسبوقة التى تشنها إسرائيل على الفلسطينيين فى قطاع غزة ماذا تحقق للطرفين من مكاسب أو خسائر سؤال يطرح نفسه بقوة لنحدد إلى أين نحن ذاهبون وماهى السيناريوهات المحتملة فى الأسابيع أو الشهور القليلة القادمة؟.

على الجانب الفلسطينى أهم الخسائر تلك الأرواح التى أزهقت بغير ذنب لآلاف من المدنيين الفلسطينيين العزل لكن يكفيهم أنهم جميعا نالوا شرف الشهادة فى سبيل الوطن .. شرف يتمناه كل مسلم أن يلقى وجه ربه شهيدا ليحجز له مكانا فى الجنة.

المدهش هذا الإيمان القوى بالله سبحانه وتعالى الذى يؤكده - عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعى - أهالى الشهداء وهذا الإصرار على التمسك بحقوقهم وأرضهم ورفضهم القاطع للنزوح منها إلى الدول المجاورة حتى لا تتم تصفية القضية الفلسطينية كما يريد الصهاينة ومؤيدوهم فى الولايات المتحدة والدول الغربية.

يتحمل الفلسطينيون ما لا يتحمله أى شعب من نقص كل مقومات الحياة.. غذاء وأدوية ومياه وكهرباء ووقود وقبل كل ذلك عشرات الآلاف من المساكن التى سويت بالأرض لكنهم والحمد لله مازالوا صامدين يضربون أروع الأمثلة فى التضحية بكل شىء حتى لاتموت القضية الفلسطينية.
ضربات المقاومة والخسائر التى أنزلتها بقوات الاحتلال تنم عن استعداد كبير لهذه الحرب واصرار على النصر إن شاء الله.

أهم المكاسب هى عودة القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمام العالمى واقتناع دول العالم أنه لانهاية لهذا الصراع الفلسطينى الإسرائيلى إلا بقبول إسرائيل لحل الدولتين بكل ما تضمنه من تفصيلات تضمن حلاً نهائياً للقضية الفلسطينية وتحقيق الأمن والاستقرار والسلام الدائم والعادل فى المنطقة.

المظاهرات والمسيرات الشعبية التى خرجت فى أغلب دول العالم تطالب بالوقف الفورى للحرب كشفت الهوة بين مواقف الدول المؤيدة لإسرائيل والاستمرار فى الحرب بحجة الدفاع عن نفسها ومواقف شعوبها الرافضة لعمليات الإبادة الجماعية التى تتم بحق الفلسطينيين والتى تعتبرها كل القوانين والمواثيق الدولية أنها جرائم حرب.

على الجانب الإسرائيلى لم تحقق الحرب المدمرة أية مكاسب لإسرائيل فلا هى نجحت فى تحقيق أهدافها ولايبدو أنها ستحققها فى الأمد القريب ولا البعيد وإذا كان فشل مجلس الأمن فى إصدار قرار يدين إسرائيل ويقضى بوقف الحرب بسبب حق الفيتو الذى تستخدمه الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تعتبره إسرائيل نصراً فإنها واهمة وستثبت الأيام ذلك.

الأهم بالنسبة لإسرائيل هى حالة الانشقاق الداخلى حول سياسات الحكومة وحالة الذعر التى يعيشها الإسرائيليون وسط صفارات الإنذار التى تدوى ليلاً نهاراً فى المدن والمستوطنات الإسرائيلية وإذا كانت خسائر إسرائيل الفعلية فى العدة والعتاد والمنشآت وعدد القتلى والمصابين لاتقارن بخسائر الفلسطينيين إلا أنها تؤكد أن إسرائيل تعرضت لهزيمة معنوية قاسية وان مستقبل نتنياهو السياسى انتهى خاصة بعد مظاهرات الإسرائيليين المطالبين باستقالته ووقف الحرب وبدء التفاوض على تفاصيل حل الدولتين وهو أمر آت لا محالة إن شاء الله خاصة بعدما كشفت المحاولات الأولى للتوغل البرى المحدود فى قطاع غزة عن فشل إسرائيل فى تحقيق أية مكاسب على الأرض.