عاتبها في الأتوبيس.. وقتلها في الشارع

الحاجة «نادرة».. ضحية جارها بسبب 100 جنيه

الضحية
الضحية

‭  ‬محمد‭ ‬عوف‭ ‬

  جريمة قتل بشعة بدأت بمعاتبة داخل أتوبيس نقل عام بين الجار وجارته وتحولت لمشاجرة انتهت بسقوط الجارة وسط بركة من الدماء في الشارع في منطقة الاستاد بمدينة طنطا وسط ذهول الجميع؛ عندما انهال المتهم عليها بسلاح أبيض كان بحوزته بسبب خلافات مالية بينهما.

تبدأ تفاصيل الواقعة بخلاف بسيط بين أحمد نجل المجني عليها، وجاره رأفت على مبلغ مالي طلبه الثاني منه، نظير القيام ببعض الأعمال التي طلبها منه الأول، وظل الخلاف قائمًا لعدة أيام دون أن ينتهي، وذات يوم خرج رأفت ذات الـ60 عامًا، من شقته بمساكن قحافة بطنطا، متوجهًا إلى جاره الشاب أحمد، يطالبه بمبلغ 100 جنيه باقي حساب بينهما قائلًا له: «فين بقية حقي»، فرد عليه حقك وصل، ثم تركه ودخل منزله ثم خرج يعطيه قطعًا من الحلوى قائلاً له بسخرية: «اتفضل باقي حقك مافيش حاجة تانية»، فاستشاط غضبًا منه وحاول الاعتداء عليه لكن تدخل بعض الجيران للفصل بينهما، واضطر أحمد لأن يراضي جاره، ويحاول اقناعه بعدم صحة اعتقاده خلافًا للحقيقة، إلا أن جاره رأفت لم يقتنع وانصرف على مضض.

وفي اليوم التالي توجه مرة أخرى لشقة جيرانه وظل يردد بصوت عال (هاعمل جريمة قتل النهاردة).. ثم توجه إلى أحد المطاعم القريبة لشراء فول وطعمية وكرر نفس الكلام أمام المطعم بصوت عال وكأنه يهدد جيرانه بشكل غير مباشر.

ثم يعود إلى المنزل، ويطرق مسكن جارته «أم أحمد»، وتُدعى الحاجة «نادرة»، بقوة كبيرة جعلتها تفزع ويزداد تهديده ووعيده بالويل والثبور وعظائم الأمور، فتصاب نادرة بالخوف الشديد، مرددًا فين حقى؟، ضحكتم عليّا، فحاولت الحاجة نادرة الاستغاثة خاصة بعد ان شاهدت في يده «سكين» فتدخل ابنها في الوقت المناسب بصعوده مهرولاً من الشارع وتمكن من إحباط الجريمة ثم طارده في الشارع، وأفلت من يديه بضرباته، ثم لاحقه شقيقه الثاني مصطفى والذي ضربه على يده بعصا مقشة ليقع منه السلاح على الأرض، فيتحفظ عليه الجيران.

فين فلوسي؟

لم يسكت رأفت وتوجه مسرعًا ناحية أحد المحلات واشترى سكينًا آخر وواصل ملاحقاته للأخوين أحمد ومصطفى، لكن الأهالي تدخلوا وتمكنوا من السيطرة عليه، وعلى كورنيش قحافة، القريب من المنزل توقف حول رأفت عدد من الأهالي يهدءونه دون جدوى، حتى أنه حاول الاعتداء على أحد جيرانه لمجرد أنه دافع عن الطرف الآخر، ولم يكف عن قوله فين فلوسى؟ ثم انصرف الجميع وعاد إلى منزله والشرر يتطاير من عينيه ثم أخفى السكين مرة أخرى، بين ملابسه وهذه المرة كان هدفه المجني عليها نادرة؛ استغل ذهابها بمفردها إلى العمل، استقلت أحد الأتوبيسات لتوصيلها إلى عملها بأحد معامل التحاليل بجوار جامعة طنطا، ظل يتتبع خطواتها دون أن تلاحظه حتى واجهها في الأتوبيس، استوقفها لمعاتبتها على ما فعله ابنها لكنها لم تعطه الفرصة ووجهت الشتائم له فاستشاط غضبًا، وعندما توقف الأتوبيس في المحطة اسرعت المجني عليها بالنزول وهرول ورائها الجاني محاولاً اللحاق بها استوقفها في وسط الشارع المزدحم بالمارة؛ وإذا به يباغتها بعدة طعنات في كل أنحاء جسدها، وسط حالة من الذهول انتابت الجميع.

تعود تفاصيل الواقعة عندما تلقى اللواء خالد عبد السلام مدير أمن الغربية، إخطاراً من الرائد محمد تعلب رئيس نقطة شرطة مستشفى طنطا الجامعي، باستقبال المستشفى سيدة في العقد الخامس، مصابة بعدة طعنات في الصدر والبطن وحالتها الصحية خطيرة ومتدهورة، ولفظت أنفاسها الأخيرة فور وصولها المستشفى ولم يتمكن الأطباء من إنقاذها؛ تبين أن الواقعة حدثت أمام منطقة الأحوال المدنية بطنطا، على الفور أمر بسرعة تشكيل فريق بحث بقيادة اللواء محمد عاصم مدير المباحث، حيث أكدت تحريات الرائد أحمد الكفراوي رئيس مباحث قسم أول طنطا ،أن وراء الواقعة جار السيدة، تمكنت مباحث قسم أول طنطا من القبض على المتهم الذى اعترف أن وراء الواقعة خلافات مالية وتبين أن المتهم قد سدد عدة طعنات في صدر وبطن المجني عليها، حتى لفظت أنفاسها الأخيرة داخل مستشفى طنطا الجامعي، وجرى نقلها إلى ثلاجة حفظ الموتى، تحت تصرف النيابة العامة والتي قامت بمناظرة جثمان المجني عليها، وأمرت بسرعة عمل التحريات حول الواقعة والاستماع إلى شهود عيان الواقعة، وتفريغ كاميرات المراقبة المحيطة بمحل البلاغ.

بيت الأسرة

«أخبار الحوادث» انتقلت لمنزل أسرة المجني عليها، أكد أحمد نجلها الكبير؛ أن والدته كانت العائل الوحيد لأولادها الثلاثة، بعد وفاة رب الأسرة قبل 15 عامًا، لم يتصوروا نهايتها القاسية هكذا، قائلاً: أمي شهيدة لقمة العيش والغدر، ليس هناك خلافات مع المتهم، ولا نعرف عنه شيئًا منذ سنوات طويلة سوى أنه يعيش وحده، ولديه أولاد، ولا يزورونه، ومؤخراً تعاملنا معه وطلبنا منه إنجاز بعض الأعمال مقابل مبلغ معين لكنه طمع بعد أن أقنعه أحد الأشخاص بأن المبلغ المتفق عليه قليل مما جعله يقتنع بذلك ورغم محاولة إقناعه بعكس ما سمع لم يقتنع معتقداً أننا قد أبخسنا حقه على غير الحقيقة.                                                                         

اقرأ أيضا : بعد إحالة أوراق قاتلة ابنتها للمفتي .. «روان غلطت فى حقى وكان لازم أعاقبها»


 

;