وحى القلم

إلى شعوب العالم

صالح الصالحى
صالح الصالحى

ما ترتكبه قوات الاحتلال الإسرائيلى فى غزة يومياً، بل كل ساعة وكل دقيقة من جرائم حرب ومجازر وقتل للأطفال والمدنيين وحصار ومنع المساعدات بدون رحمة أو إنسانية، وسط تأييد ودعم كامل من رؤساء أمريكا والدول الغربية، وهى الدول التى تصدعنا ليل نهار بحقوق الإنسان وحقه فى العيش فى أمن وأمان..

يجعلنا نتشكك فى أن يسود السلام العالم يوماً ما.. فالانحياز الأمريكى الغربى الواضح لطرف على حساب طرف آخر يؤكد غياب العدل وموت الضمير الإنسانى أمام جثث لأطفال أبرياء لا ذنب لهم.

ولكن ما يجعلنى لا أفقد الأمل فى أن يسود السلام، هو تحرك الشعوب، وانتفاضتها فى وجه الظلم ومطالبتها بالعدل ووقف الحرب.. وهو ما يؤكد أن الشعوب ترغب فى العيش فى سلام بدون حروب أو سفك دماء.

فإذا أُنتزعت الرحمة والإنسانية من قلوب لا تعرف سوى القتل والدم، من قلوب تعشق رائحة الموت، فإنها مازالت تملأ قلوب الشعوب الطيبة فى شتى بقاع الأرض.

صحيح حتى الآن لم تستطع الشعوب ومواقفها التى تنادى ضمير العالم بالرحمة والإنسانية أن تؤثر فى زعمائها، إلا أن استمرارها فى الضغط عليهم سوف يأتى بنتائجه يوماً ما.

أنا هنا لا أتحدث عما يرتكب فى غزة من مجازر فقط لكنى أتحدث عن العالم أجمع، وأتساءل كإنسان ألم يحن الوقت لوقف الحروب فى شتى بقاع الأرض، ووقف نزيف الدم؟.. ألم يحن الوقت لنتألف على العيش فى سلام، وسط عالم يملؤه المحبة والخير؟.

ألم يأن الوقت لنجرب وقف صراع التسلح، وإنفاق المليارات على تطوير وامتلاك السلاح ونوجه هذه المليارات لسعادة البشرية واستقرارها وتنميتها؟.

قد يرى البعض أنه حلم مستحيل أن يتحقق، أو أنه ضرب من ضروب الخيال وسط أطماع دولية لا حدود لها، وسط دول تريد فرض نفوذها وسيطرتها على العالم.. وسط أيديولوجيات واستراتيجيات لا تعرف سوى الحروب سبيلاً لتحقيق أهدافها.

ولكنى أرى الأمل موجوداً فى قوة الشعوب، وفى تحركها وضغطها على رؤسائها وحكوماتها من أجل أن يتحقق الحلم المستحيل.

أرى أن الحروب تأتى بتداعيات خطيرة على العالم أجمع، وتولد الكراهية والغضب ويزداد معها الإرهاب فى كل مكان.. وتُرتكب حوادث قتل هنا وهناك كعواقب وتداعيات طبيعية لها.. وتولد القلق والخوف لدى الجميع دون استثناء.. فالدم يورث دماً.. والعنف يواجه بالعنف.
نحن أمام مفترق طرق إما أن يعيش العالم فوق بحيرات من الدم أو يعيش فى سلام وتسامح؟! هذا السؤال إجابته لدى الشعوب وليس الحكام.
لعلنا نستغل قمة القاهرة للسلام التى عقدت يوم السبت الماضى بالعاصمة الإدارية وما شهدته من إجماع الحضور على الجانب الإنسانى وإنقاذ الإنسانية.. لتكون بداية ونقطة انطلاق إلى سلام شامل وعادل يسود العالم أجمع.. بداية لنبذ الحروب والعنف والقتل والدم.