كلام يبقى

ممتاز القط
ممتاز القط

مع بدايات الصراع الروسى الأوكرانى تحدث البعض عن الحرب العالمية الثالثة ولكن مع امتداد هذا الصراع تلاشى هذا الحديث رغم التأثيرات الضارة التى أحدثها على مختلف دول العالم وخاصة تداعياته الاقتصادية. حدث ذلك رغم أن مفهوم الحرب العالمية قد اختلف عنه فى الحربين الأولى والثانية.

كان امتداد الصراع جغرافياً ومشاركة عدة دول فى العمليات العسكرية فى وقت واحد هو أحد مظاهر الحرب العالمية لكن الأمر الآن اختلف كثيراً عنه فى حقبة الحربين العالميتين. بعض الخبراء يؤكدون أننا نعيش اليوم إحدى المراحل الخطيرة للحرب العالمية الثالثة والتى يختلف شكلها ليأخذ شكل مجموعة من الصراعات المتعددة والتى تديرها القوى الكبرى حتى لو كانت من وراء ستار.

مفهوم الحرب العالمية الثالثة يختلف جملة وتفصيلاً ولن يأخذ شكل الاحتلال المباشر ولكنه صراع مصالح تتم على جولات وخلال فترة زمنية قد تطول لتمتد إلى عدة سنوات. وعلى حين تقوم بعض المراكز والمؤسسات العالمية بوضع سيناريوهات مختلفة لبؤر الصراع العالمى تأتى منطقة آسيا والصراع المكبوت بين روسيا والصين والولايات المتحدة فى المقدمة غير أن كثيراً من مراكز الأبحاث تلك يتوقعون أن الصراع على أفريقيا سيكون هو بؤرة الحرب العالمية الثالثة.

توقف قليلاً أمام ما يحدث اليوم فى النيجر بعد الانقلاب العسكرى وحالة الفوضى التى تشهدها المنطقة ورفض قادة الانقلاب لكل محاولات التدخل العسكرى وخاصة مع تواجد قاعدتين إحداهما فرنسية والأخرى أمريكية والتلويحات الروسية بالتدخل من خلال منظمة فاجنر وأيضا محاولات الضغط التى تمارسها دول تحالف «أكواس» الأفريقية.

توقف قليلاً أمام ما يحدث الآن بالسودان أو فى اليمن وليبيا والعراق ولبنان. توقف لأننا بالفعل قد نكون فى خضم الحرب العالمية الثالثة والتى تتطلب وعياً متزايداً من جانب شعوب المنطقة.

لقد توقفت كثيراً أمام ما أعلنه الرئيس السيسى من أن مصر تمارس سياسة الاعتدال والتوازن وعدم التدخل فى شئون الغير وسعى مصر لكى تكون عاملاً إيجابياً لحل الأزمات.

اختارت مصر أن تكون على نفس المسافة لتصبح بحق رسولاً للسلام وبالحنكة والذكاء لم تتورط فى أى صراع. ويا رب احفظ مصر من أى سوء.