فوق الشوك

د. هانى الجمل والحلم المؤجل

شريف رياض
شريف رياض

العمر مجرد رقم .. أهم ما يميز أى إنسان أن يؤمن بهذه المقولة وأن يكون له حلم وهدف يظل يسعى إلى تحقيقه حتى ينجح فى ذلك مهما بلغ به العمر.

خلال الأيام الأخيرة اهتمت الصحف وأجهزة الإعلام بنموذج مصرى مشرف أصر على تحقيق حلمه بالحصول على الدكتوراة حتى نجح فى ذلك بعدما تجاوز ٧١ عاما..

د. هانى الجمل زميل دفعتى «الدفعة الأولى بكلية أعلام القاهرة عام ١٩٧٥» هو من فعلها ولا أبالغ إذا قلت إن سعادتى بما حققه لا تقل أبدا عن سعادته لأنى من المؤمنين أن الانسان يظل يتعلم حتى آخر يوم فى عمره واليوم الذى يتصور فيه أنه بلغ القمة سيكون بداية تراجعه مع الأسف.

ما حققه د. هانى الجمل كان حلما لى أيضا بعد تخرجى مباشرة لكننى تخليت عنه بقرار متسرع بعدم استكمال دراستى بالسنة التمهيدية للماجستير بعدما وجدت تعارضا بين مواعيد المحاضرات والتى كانت كلها مسائية ومقتضيات عملى كمحرر برلمانى ينشغل طوال اليوم بتغطية جلسات ولجان البرلمان لهذا فإن سعادتى بما حققه زميلى د. هانى الجمل لا حدود لها.

بعد التخرج عام ٧٥ أدى د. هانى الخدمة العسكرية ثم عمل ٤ سنوات فى إذاعة القاهرة وفى عام ١٩٨١ سجل الماجستير بجامعة سوهاج بعنوان «الإذاعة الإقليمية ودورها فى خدمة التنمية الريفية» لكن ظروف الحياة اضطرته للسفر إلى الإمارات ولم تصله الموافقة على موضوع الرسالة إلا بعد السفر فظلت الماجستير حلمه المؤجل. وفى الإمارات جرى به العمر ٣٤ عاما فى مواقع إعلامية مختلفة بإذاعة وتليفزيون أبوظبى والصحف الإماراتية بالإضافة إلى عمله مراسلا لاذاعتى القاهرة وصوت العرب. خبرات كبيرة ومتعددة اكتسبها طوال هذه السنوات وبعد عودته عام ٢٠١٥ قام بالتدريس عامين فى جامعة فاروس بالإسكندرية ونجح بشكل متميز فى نقل خبراته إلى الطلاب حتى تحولت محاضراته إلى ما يشبه ورش العمل والتى مزج فيها بين خبراته العملية والناحية الأكاديمية.

وعاد عام ٢٠١٧ إلى حلمه المؤجل فسجل الماجستير مرة أخرى بجامعة سوهاج وحصل عليها عام ٢٠١٩ خلال عام وأربعة أشهر بتقدير امتياز وبدون أى خطأ إملائى أو نحوى لكن موضوعها هذه المرة كان مرتبطا بخبراته التى اكتسبها فى الإمارات فكان عنوانها «العوامل المؤثرة على الأداء المهنى للمراسل الإعلامى».. ثم سجل الدكتوراة فى نفس العام وحصل عليها يوم ٢٤ يونيو الماضى بعد عامين وشهرين وأيضا بدون أى خطأ إملائى أو نحوى.

موضوع الرسالة كان «معالجة قناتى الصين والحرة للقضايا العربية واتجاهات الجمهور المصرى نحوها».. وكانت هذه أول رسالة علمية عربية أو دولية تتناول قناة الصين الموجهة باللغة العربية وحصل عليها مع مرتبة الشرف الأولى وإشادة جماعية من لجنة المناقشة بموضوع الرسالة ومستواها العلمى وما بذله من جهد جسد بصماته وخبرته العملية وطالبوه بإصدارها فى كتاب يكون إضافة للمكتبة العربية.

تكونت لجنة المناقشة من د. حسن عماد مكاوى الأستاذ بقسم الإذاعة والتليفزيون بكلية إعلام القاهرة والعميد الأسبق للكلية وكليات إعلام أخرى مشرفا وهو أيضا زميلنا فى نفس الدفعة ود. محمد معوض أستاذ الإعلام بجامعة عين شمس والعميد السابق لمعهد الجزيرة للإعلام ود. هويدا مصطفى أستاذ الإذاعة والتليفزيون بكلية إعلام القاهرة والعميد الأسبق للكلية والعميد الحالى لكلية الإعلام بجامعة فاروس بالإسكندرية.

حضر مناقشة الدكتوراة عدد من الزملاء دفعة ٧٥ وكوكبة من القيادات الإعلامية والصحفية والأهل والأصدقاء.