كل يوم

السودان وقمة دول الجوار

حسام الكاشف
حسام الكاشف

تستضيف القاهرة صباح اليوم الأربعاء مؤتمر قمة دول جوار السودان بقصر الاتحادية برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسى وحضور قادة ورؤساء حكومات دول الجوار السودانى لمحاولة إيجاد حل للأزمة الحالية وإنهاء الصراع الذى اندلع فى أبريل الماضى.

فقد حضّت الأديان كافة على النظام ودعت إلى الاستقرار، ونهت عن الفوضى والتخريب والضرر والإضرار، فهى من أكبر الذنوب وأعظم الموبقات. ولذا فالدفاع عن الأوطان، وردع المخربين والمفسدين والعملاء والمتآمرين فرض عين. 

فبالفوضى تزهق الأرواح وتسفك الدماء، وتنتهك الأعراض، وتنهب الثروات وتدمر المنشآت وتقطع الطرقات. 

وبالقلاقل والاضطرابات تنهار الاخلاق وتضيع القيم، ويذهب كل تراث وموروث وتسقط ثوابت الدين والتاريخ، ويحل الفجور والانحلال، ويقل الإنتاج ويشيع الفقر ويتفشى الجهل والتخلف. 

إن ما يُحاك بالسودان هو أحد أنواع حرب المجتمعات، تستخدم فيها الدول المعادية كافة أجهزتها لإثارة النعرات الطائفية، والخلافات المذهبية والتوترات العرقية؛ ليتناحر أبناء البلد، يخربون بلدهم بأيديهم, ويفسدون وطنهم بأنفسهم .

وإذا كان هذا عمل المحبين، فكيف حال الشانئين المبغضين الأعداء؟ أما المبغضون الأعداء فيجلسون فى مقاعد المتفرجين، ينظرون  للمتبارين فى الحلبة، يقتل بعضهم بعضًا، ويسبى بعضهم بعضًا.  يجلسون على أرائك يُغذون الفوارق بين المتناحرين، ويؤججون  الصراعات بين المتقاتلين؛ ليخرب السودانيون بلدهم بأيديهم  وأيدى المأجورين.

إن السودان بلد تحيط به المخاطر من جهات عديدة ومن أزمنة مديدة، وما حدث بشطرى السودان ليس ببعيد، وما يُراد لغربه معلوم للجميع، تُراد الفتنة ليمضى السلام والوئام، ويجيء التفكك والانقسام، مما يضمن لأعدائنا الفوز فى المعركة بثياب ناصعة  وأيادٍ خالية من الدماء. 

إن الأوطان لا تزيد بالتوترات والصراعات إلا فقرًا، ولا تجلب بالفوضى إلا ذلاً وهوانًا، وإذا ما انهار الوطن فسيُدفن الجميع تحت أنقاضه أحياءً، ويدفع أهله وحل إذلاله. 

أيها السودانيون الأشقاء إذا أفلت الذمام وأضر المتمردون بجيشكم صرتم نهبًا لأعدائكم، ومزقتم وطنكم وخنتم عهدكم. فكل بلد بلا جيش سيمسي مرتعًا لمرتزقة عصره، ولن يأمن أحدٌ على عرضٍ ولا مال. 

أيها الأشقاء: سلموا وطنكم إلى أبنائكم مستقرًا متماسكًا، عزيزًا أبيًا، كما سلمه أباؤكم لكم، حافظوا على وطنكم، لا تمزقوه ولا تخربوه، ولا تسلموه لمن لا يرقب فيه إلاً ولا ذمة. 

يا أصحاب القلوب الطيبة والعقول الثاقبة والبصائر النيرة: أين أنتم من نيران مؤامرة تستعر نيرانها فى بلدكم وأهليكم؟

لقد سلم الله السودان من مؤامرة الربيع العربى، أتستجلبونها أنتم إلى أرضكم، وتمكنون أعداءكم والطامعين فى ثرواتكم من بلادكم؟

لا تطيعوا أمر المفسدين، وعاونوا جيشكم فهو مستقبل أبنائكم،  والله أسال أن يحفظ السودان وشعبه وجيشه، وأن يحبط  بوعيكم ويقظتكم مؤامرات الإنس والجن.