نوستاليجا

معتز عبدالمجيد يكتب: عصر اللاتواصل

معتز عبدالمجيد
معتز عبدالمجيد

خدعوك فقالوا إن التكنولوجيا تسهل التواصل بين الناس، ولكن فى واقع الأمر هى باعدت بينهم، وجعلتهم يعيشون فى عالم افتراضى لا انسانية فيه ولا صلة رحم، وأصبحت وسائل الاتصال غير مباشرة فالاتصال بين البشر أصبح يكفى فى أول الأمر بمكالمة واليوم أصبحت برسالة، التكنولوجيا حولت الناس إلى أشباح حاضرين وغائبين فى نفس الوقت، حولت الإنسانية إلى حياة افتراضية، وزادت التكنولوجيا الحديثة من حالة العزلة والانفصال وتبلد المشاعر الإنسانية وانقطاع صلة الرحم وحولت الإنسان إلى رقم.. منعت التكنولوجيا صلة الأقارب بعضهم ببعض وهم فى نفس البلد الواحد. 

صلة الرحم من الأمور التى دعا إليها الإسلام ونادى بها كتاب الله والنبي صلى الله عليه وسلم، فيقول الله تعالى فى كتابه «وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِى تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ  إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا»، فهذا أمر من الأمور العظيمة، وقطع الأرحام يعتبر فسادا فى الأرض، ورسولنا الكريم بين أن صلة الأرحام لا تشترط بها المكافأة، بمعنى ليس شرطا أن تصل وتقول أصل من وصلنى وأقطع من قطعنى، ولكن أنت تصل رحمك ولا تنتظر المكافأة، فهذه هى صلة الرحم.

وللأسف التكنولوجيا الحديثة مثل الفيس بوك وتويتر والواتس اب، منعوا العديد من صلة أرحامهم لدرجة أنك تجد أن الأسرة التى تعيش فى مكان واحد لا يتحدثون مع بعض، بسبب انشغالهم بالمحمول والبرامج الحديثة، فأصبح الأمر مضحكا، فالمجتمع لا يقوم إلا عن طريق التواصل والحديث بطريقة مباشرة، ولكن إذا انعزل الناس عن بعضهم فلن يكون هناك مجتمع. علينا أن ننتبه لخطورة هذه القضية الخطيرة، وأوصيكم ونفسى بصلة الأرحام فالتخاطب عبر وسائل التكنولوجيا الحديثة مثل الواتس اب والفيس بوك وتويتر لا يغنى ولا يسمن من جوع بل ويسبب ضمورا فى العلاقات الإنسانية، ويصيب مشاعرنا فى مقتل.