اعتدنا فى الستين عاما الماضية على مشاهدة المسلسلات المتنوعة فى رمضان ، ووصل الأمر إلى أن البعض قام بتسمية الشهر الفضيل بشهر المسلسلات ، نظرا لأن عددها يصل إلى العشرات ، وأصبح من المستحيل على المشاهد أن يتابعها ، حتى ولو تفرغ لها على مدار ال24 ساعة ولم يفعل أى شىء آخر.
ورغم أننا شاهدنا خلال ال30 سنة الماضية عشرات المسلسلات الضعيفة فنيا ، والتى لم تترك أثرا لدى المشاهدين ..
إلا أنه لوحظ فى رمضان الحالى ، أن هناك تغيرا إيجابيا حقيقيا فى مضمون عدد لابأس به من المسلسلات ، أبرزها مسلسل الاختيار ، الذى إستمر للعام الرابع على التوالى ، باسم ومضمون جديد ، يُكشف عن جانب من جوانب الملحمة البطولية لقواتنا المسلحة الباسلة فى التصدى ودحر الإرهاب ، وهو مسلسل الكتيبة رقم 101 ، ويعتبر ضمن سلسلة من أعمال فنية درامية هامة ، من المنتظر أن يتوالى تقديمها بتسميات مختلفة عن بطولات القوات المسلحة والشرطة فى مواجهة الإرهاب .
كما أنه ولأول مرة منذ سنوات ، نشاهد مسلسلا دينيا بإسم "رسالة الإمام" عن الإمام الشافعى ، ومسلسلا وطنيا تاريخيا بعنوان "سره الباتع" ، ومسلسلا كوميديا تحت إسم "الصفارة" ، وعدد آخر من المسلسلات الجادة ، لتتحقق معادلة التوازن بين الأعمال المميزة بأبعادها الثقافية والتاريخية والدينية والسياسية والإجتماعية ، وبين المسلسلات خفيفة الظل ، وهو ما يعنى تقدما واضحا وملحوظا فى فلسفة العمل والآداء الفنى المقدم للجماهير .
والسر فى هذا النجاح الذى يتصاعد من عام لآخر بشكل علمى دقيق ، يكمن فى المتغير الجديد الذى ظهر فى سماء الحياة الفنية ، وهى الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية ، والتى تقوم بدور وطنى بارز وهام ، كانت مصر وأجيالها الحديثة فى أمس الحاجة إليه ، من حيث نشر وترسيخ قيم الوعى والانتماء والوطنية والثقافة ومعرفة تاريخ البلد وبطولاته وأمجاده وتضحيات أبطاله .
ومن هنا عادت الدولة مرة أخرى للتواجد فى سوق الإنتاج الفنى ، من خلال الدور الوطنى ، الذى تلعبه الشركة المتحدة ، وهو الدور الذى أعاد الدراما المصرية مرة أخرى لتتسيد الساحة ، وتستعيد الأرض التى فقدتها أمام المسلسلات التركية والسورية .
خلاصة القول ، أن الأمر يدعو للتفاؤل والإرتياح والتألق والنجاح فيما هو قادم ، بعد استرداد مصر قوتها الناعمة الضاربة ، وهى أقوى تأثيرا من أسلحة الدمار الشامل .