فى الصميم

سلاما سوريا الشقيقة..

جلال عارف
جلال عارف

قبل أن يضرب الزلزال المدمر سوريا الشقيقة وتركيا، كان المسئولون فى الأمم المتحدة يحذرون من أوضاع صعبة للغاية فى سوريا حيث كان 70٪ من السكان يحتاجون للمساعدة وفقا لأرقام المنظمة الدولية التى طلبت من المانحين إمدادها بما لايتجاوز 4.4 مليار دولار لتغطية الاحتياجات الضرورية فى سوريا على مدى العام الماضي..

لكن لم يصل للأمم المتحدة إلا أقل من نصف المال المطلوب!!

فى ظل هذه الأوضاع الصعبة تجىء كارثة الزلزال الذى ضرب بقسوة لم تحدث منذ ما يقرب من مائة عام، والذى تقدر هيئة الصحة العالمية أن يصل عدد ضحاياه فى سوريا وتركيا إلى أكثر من 30 ألف شخص، مع حجم دمار هائل. ويبدأ العالم فى تقديم المساعدات العاجلة من طواقم إنقاذ ومعدات طبية وما يلزم لإغاثة من تهدمت منازلهم وعلاج آلاف المصابين فى ظل ظروف غاية فى الصعوبة خاصة فى سوريا التى تواجه منذ 12 عاما حرب تدمير للدولة التى كانت على الدوام حصنا للعروبة.

وفى وقت بدأت فيه المعونات تصل من مصر ودول عربية شقيقة إلى الدولتين المنكوبتين بالزلزال الهائل، نجد ـ للاسف الشديد ـ دولا تميز فى إرسال المعونات بين تركيا وسوريا متعللة بأن هناك عقوبات دولية تمنع التعامل مع حكومة دمشق!!

ويتناسى هؤلاء أنهم هم من كانوا وراء الحرب ووراء العقوبات التى لم نرى مثلها فى حق اسرائيل التى يكافئها البعض على جرائمها المستمرة واحتلالها العنصرى وضربها عرض الحائط بكل قرارات الشرعية الدولية!!

أيا كانت مواقف الآخرين، فإن الدعم العربى للأشقاء فى سوريا لا يمكن أن يتأخر لأى سبب وليت الجامعة العربية لا تكتفى بندائها بهذا الصدد، بل تواصل العمل لتنسيق الدعم العربى للأشقاء فى سوريا حتى تجاوز المحنة..

ولعلها تكون أيضا فرصة لاصلاح أخطاء عربية فى التعامل مع الأزمة السورية بمجملها.

أما نحن فى مصر.. فليس أقرب إلينا من شريك الوحدة ورفيق حرب أكتوبر. سلاما سوريا الحبيبة، وعزاؤنا للأشقاء السوريين يكمله الأمل فى تجاوز المحنة وفى إدراك كل الفرقاء هناك أن الزلازل لم تفرق بين المتقاتلين على أرض سوريا!!.