علي سعدة يكتب: مقتطفات من حياة فارس الصحافة «الحلقة السابعة»

م. علي سعدة
م. علي سعدة

بعد مرور أربعين عاما من المعارك الصحفية الضارية ضد الفساد والمقالات النارية المثيرة للجدل التي أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر مقالا عن الدكتور صوفي ابوطالب بعنوان «الرجل المهزوز»  ومقالا عن وزير الصحة بعنوان «الوزير الذي فقد صلاحيته» مما دفع الوزير لتقديم استقالته؛ تفاجأ قراء أخبار اليوم بل والإعلام المصري كله يوم ١٨ يونيو ٢٠٠٥ بمقال للأستاذ ابراهيم سعده يعلن فيه بمنتهي الشجاعه استقالته المسببه من رئاسه مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم وكذلك رئاسة تحريرها في سابقه هي الاولي من نوعها في تاريخ الصحافة المصرية مع احتفاظه بكتابه مقاله الاسبوعي الاشهر «أخر عمود».
جاءت الاستقالة المسببة لتجهض مؤامرة الإقالة التي كان يدبرها صفوت الشريف رئيس مجلس الشوري وانس الفقي وزير الاعلام وجمال مبارك رئيس لحنه السياسات ضد كبار الصحفيين .
استمر ابراهيم سعده يمارس عمله بكتابه ( اخر عمود) لمده ٦ سنوات حتي تولي الاخوان رئاسه مصر .. حينها بدأت تصفيه الحسابات ضده وتلفيق قضيه هدايا اخبار اليوم وسأنقل مادار بالحرف معه من تحقيقات كما رواها لي.
سأله السيد رئيس النيابه المحترم عن اسماء من يتم توزيع هدايا رأس السنه عليهم وكيفيه ارسالها لهم فقاله له يمكنك سؤال سائقي الخاص المعين من المؤسسه فهو الذي يقوم بتوزيع الهدايا .. وباستدعاء السائق افاد بأنه كان يسلم الهدايا لرئاسه الجمهوريه والوزارات وهي عاده سنويه توارثتها المؤسسه وكل المؤسسات والشركات المصريه.
قال رئيس النيابه لابراهيم سعده ان هناك شكاوي من اعضاء مجلس اداره اخبار اليوم ضدك بعدم صرف مكافآت (الاعلانات)عليهم والتبرع بها لمؤسسه مصطفي وعلي امين الخيريه ومشروع ليله القدر الخيري علما بأن مؤسسات اخري تصرف المكافآت بالملايين.فأجاب ابراهيم سعده هذا قرار مجلس اداره وانا اول من يطبقه علي نفسي وهل اصبح عمل الخير تهمه فرد عليه رئيس النيابه بالعكس لقد تأكدنا من صحه المعلومه واشكرك شخصيا علي نزاهتك .. وقام بتوصيل الاستاذ ابراهيم حتي سيارته مع كل عبارات الشكر والاعتذار.
من عاشر ابراهيم سعده عن قرب يعلم تماما انه رغم قلمه الجرئ في الحق الا انه يفضل دائما الابتعاد عن الاضواء فلم يظهر في حوار تليفزيوني او اذاعي عكس اقرانه ويتحاشي اي مشاكل قضائيه لذلك شعر بحاسته القويه ان الاخوان لن يتركوه في حاله وسيلفقون له تهما اخري فقرر الرحيل والعيش في سلام مع زوجته السويسريه في لوزان .. وهناك اكتشف اصابته بالمرض الخبيث في الكبد وعاني الكثير في مستشفيات سويسرا والمانيا.
ناشدت جموع الصحافيين الاوفياء الرئيس السيسي بضروره عوده ابراهيم سعده لمصر حتي لا يتكرر معه ماحدث لابراهيم نافع رئيس مجلس اداره مؤسسه الاهرام الذي توفي بالخارج وعاد الي مصر في صندوق  وبالفعل امر الرئيس السيسي بعودة ابراهيم سعده  للقاهره والعلاج بها ليقضي ايامه الاخيره بين اهله وتلاميذه ومحبيه وكانت لمسه رائعه ان يهديه تلاميذه جائزه مصطفي وعلي امين التقديريه ( صحفي العام ) وكان لها اثر السحر ان يري تكريمه بكل الحب في اعين كل من حوله ..الي ان وافته المنيه في ١٢/١٢ عام ٢٠١٨ ليسدل الستار عن فارسا مغوارا في بلاط صاحبه الجلاله 
رحمه الله واسكنه فسيح جناته.