ريزان العرباوي تكتب: حدث بالفعل

ريزان العرباوي
ريزان العرباوي

بمجرد أن تمسك بجهاز التحكم عن بعد للتليفزيون، “الريموت كنترول”، ملبيا لرغبة أثارها فضول داخلي لمعرفة المحتوى الفني المتوفر لدى المكتبات الدرامية الخاصة بالمنصات الإلكترونية, وتبدأ في التصفح، لتجد كما لا بأس به من المسلسلات والأفلام المتنوعة، والتي تمكنت من استقطاب نجوم الصف الأول.. في بداية الأمر تشعر بالحيرة, ومن أين تبدأ, ليقع البصر على جملة “مستوحى من أحداث حقيقية”, أحداث غريبة خارقة للطبيعة, وهي جملة لها وقع رنان بالغ الأثر، خاصة على عقول مرتهنة لأعمال السحر والشعوذة، وجمهور شغوف بمشاهدة تلك الأعمال التي استمدت مفرداتها البصرية من حكايات عن القوى الغيبية ومدى إرباكها للبشر, تدور في نطاق الرعب والإثارة وحبس الأنفاس، مقتبسة من حكايات شعبية عن الجن والأشباح والأرواح الشريرة واقتحام العالم السفلي حياة الإنسان, ونسج قصص وفقا لما وراء الطبيعة والغيبيات, فتزيد من الحماس وتساهم في اتخاذ قرار المشاهدة, ولكن؛ ما يلبث بتطبيق قواعد المشاهدة التي تتواءم مع أجواء أفلام ومسلسلات الرعب من إضاءة خافتة وطبق الفشار حتى يجد نفسه ضحية صراع داخلي آخر, فيبدو أن هذا النمط الدرامي يشكل عامل جذب قوي لنجوم الفن وصناع المحتوى الإلكتروني, لتتعدد الاختيارات, فيقرر تنظيم خطة للمشاهد وترتيب الأولويات, ليهتدي لاختيار عمل درامي معين تدور أحداثه في إطار الرعب والتشويق, لكن للآسف مفهوم هذا التشويق يتلاشى بعد فترة وجيزة من مشاهدة الحلقة, فمجريات الأحداث قد يتخللها بعض التفاصيل اللامنطقية التي تخالف وتتعارض مع المنطق, بصنع مشاهد رعب ساذجة سطحية تفتقد القدرة على رفع مستوى الأدرينالين في الدم, مشاهد أراد مخرج العمل أن يزيد من تأثيرها بإستغلال تقنية “الجرافيك”, فزاد من سذاجة المشهد, وأصاب المشاهد بخيبة أمل.

ونتساءل: لماذا لا تنجح دراما الرعب العربية؟
الخلل يكمن في الحبكة الدرامية والقدرة على إستخراج مشاهد مرعبة مستوحاة من التراث الشعبي أو أحداث حقيقية، ومدى إقناعها للمشاهد الذي اعتاد على مشاهدة أفلام الرعب العالمية، والذي يقف ضمنيا عند مقارنة شكلية بين الأداء والإخراج ومحتويات الصورة، وبين أعمال أثارت الضحك عوضا عن الرعب والفزع.