علاء عبد الهادي يكتب: كثير من الأدب «الأرض تتنفس في شرم الشيخ»

علاء عبد الهادي
علاء عبد الهادي

على مدار عدة أيام اتجهت أنظار سكان كوكب الأرض إلى مصر، وتحديداً إلى مدينة السلام؛ شرم الشيخ التى نجحت مصر فى أن تصنع منها أيقونة حقيقية للسياحة وللجمال، وأيضاً للحفاظ وعلى البيئة فى أنقى صورها، اتجهت أنظار العالم، لكى تتابع ماذا سيقول قادة العالم الذين احتشدت بهم قاعات وفنادق شرم الشيخ لإنقاذ الحياة على كوكب الأرض فى قمة الأمم المتحدة للمناخ.

(cop27).. هل تتغلب المصلحة العالمية على المصالح الذاتية الضيقة لبعض الدول على حساب الأخرى؟ هل تتحمل الدول التى كادت أن تحول العالم إلى مكب نفايات فاتورة ما فعلت وتفعل منذ عقود وربما منذ الثورة الصناعية التى لم تشارك فيها دول عالمنا الثالث؟ أم تستمر فى المزيد من الإنهاك المستمر لموارد ومقدرات كوكب الأرض الذى خلقنا الله لنعمره، وليس لنفسد فيه ونتغول عليه؟ هل يلحق هذا المؤتمر بسابقه فى جلاسجو، أم تكون هناك نقطة فاصلة بجهد وإدارة مصر التى حظيت بتقدير العالم؟


وضع الكوكب أصبح حرجا، خرجت أزمة المناخ الكونية من الأماكن الضيقة التى تعقد فيها المؤتمرات العلمية والتى أطلق خلالها العلماء نواقيس الخطر: الكوكب فى أزمة حرجة، وتغييرات المناخ حقيقة وليست خيالاً علمياً، ولا خيال مخرجى السينما، خرجت التحذيرات إلى العامة، بعد أن بدأت نتائج تغييرات المناخ تتسارع وتيرتها كنتيجة حتمية لاستنفاد ثروات الأرض، الصور كثيرة، لا يكاد بلد ينجو منها: أعاصير قاتلة، سيول مدمرة، أمطار فى غير الأوان والمكان.

ويقابله تصحر فى أماكن لم تعرف معنى هذه الكلمة.. مصر عانت وتعنى الاّمرين من تغير المناخ فى السنوات الأخيرة، ارتفاع شديد فى درجات الحرارة، فى الصيف، يقابله برودة لم نعتدها فى أشهر الشتاء، قابل ذلك أشهر صيف لم ترها ولم تسجلها السجلات العلمية فى دول أوروبا، ووصل الأمر إلى جفاف أنهار وبحيرات.. وغرق مرتقب لكل دلتات الأنهار، ومنها دلتا نهر النيل.. هل كل هذا مجرد صدفة؟ 


لست فى معرض إثبات أن الإنسان أفسد فى الأرض، بتدخلاته غير الرشيدة التى انتهت به إلى الإخلال بميزان هذا الكون.. ويبقى السؤال: ما هو الحل المنجز الذى يوقف التدهور؟ الحل الحقيقى ما قامت به وتقوم به مصر فى مؤتمر المناخ الذى أذهلت العالم بحسن تنظيمه وإدارته للخروج بنتائج ملموسة تلتزم به دول وقارات العالم، وإلا ستغرق مركب الأرض بكل من فيها، لن تنجو دولة على حساب دولة، مصر تنبهت فى العقود الأخيرة لقضية المناخ والحفاظ على البيئة.

وخصصت وزارة لذلك، ومنذ أن تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى لم تعد قضايا البيئة على الهامش أو رفاهية، بل أصبحت تحظى بالاهتمام والأولوية، واستزراع الصحراء وإضافة رقعة زراعية جديدة وتبطين الترع، وإعادة تدوير مياه الصرف الزراعى وحتى الصحى يظهر كيف أصبحت تتعامل مصر مع قضايا البيئة باعتبارها قضايا وجود، نفس الأمر فيما يتعلق بتقليل وضبط الانبعاثات.

ولكن يبقى أن يستشعر المواطن أهمية وعظمة ما قامت به مصر عندما ابهرت العالم ونالت تقديره باستضافة قادة العالم على أرضها بيسر معجز من دون أزمة واحدة، وحتى أزمة علاء عبدالفتاح التى افتعلوها فى محاولة للتشويش على فرح المؤتمر لم تؤت ثمارها.

وثقافة الحفاظ على البيئة يجب أن تنتشر وتبقى هاجساً يستشعره المواطن العادى لأنها أصبحت من ضرورات الحياة، هنا يأتى دور المبدع، أياً كان شكل الإبداع فى أن يتضمن إبداعه ما يدعم هذه الأفكار حتى تصبح من أخلاقيات الحياة التى يتحلى بها الإنسان الخير: الذى يؤمن بقيم الحق والعدل والمساواة واحترام الآخر، وأيضاً حماية البيئة وعدم الاعتداء عليها، لا على مستوى الفرد ولا الحكومات، لأن الاعتداء على البيئة، اغتيال للحياة.

اقرأ أيضا | التعاون الدولي تُعلن توصيات «دليل شرم الشيخ للتمويل العادل»