إبراهيم عبدالمجيد يكتب: إلى وزيرة الثقافة.. معرض الكتاب

إبراهيم عبدالمجيد
إبراهيم عبدالمجيد

شهران وأيام ويبدأ معرض القاهرة الدولى للكتاب. ليس لى أيّ ملاحظات سلبية على المعرض. بل العكس يأتى المعرض كل عام كأفضل ما يكون تنظيميا. فقط تأتى الأيام الأولى منه متوافقة مع امتحانات نصف العام الدراسى فيكون الحضور أقل مما يؤثر بالسلب على دور النشر، وأعتقد أن هذا أمر فى يد هيئة الكتاب تعديله، لتكون بداية المعرض مع نهاية امتحانات نصف العام. ما أريد أن أتحدث فيه هو لسعادة وزيرة الثقافة الفنانة نيفين الكيلانى، أكثر مما هو موجه إلى هيئة الكتاب، وربما أيضا موجه إلى رئاسة الوزراء. 

لقد شهد المعرض أياما رائعة بلا مبالغة فى وزارة الفنان الكبير فاروق حسنى. لن أتحدث عن التفاصيل فكل من عاشها يعرفها، ويعرف جهود سمير سرحان رئيس الهيئة ذلك الوقت ومن خلفه. كان من أبرز ما فى المعرض إلى جانب الندوات المحلية، ندوات الكتّاب والأدباء العرب. لم يكن الكتّاب العرب يقفون عند كتّاب الدولة ضيفة شرف المعرض، لكن كانوا من كل العالم العربى، وممن يعيشون منهم خارج العالم العربى أيضا. لاحظ أنى لا أتكلم عن المجلس الأعلى للثقافة ومهرجانيه للشعر والرواية العربية اللذين لا يزالان. أنا أتحدث عن معرض القاهرة الدولى للكتاب. لن أبالغ وأقول إن هذه المسألة انتقلت إلى المعارض العربية كلها، وصارت ظاهرة كبيرة فيها، وربما هى الظاهرة الأكبر التى تتناولها السوشيال ميديا والصحافة هناك بالأخبار.

من يريد أن يعرف ذلك فليتابع أخبار معرض كتاب الشارقة مثلا، أو الرياض أو المغرب أو الأردن، أو غيرها من المعارض العربية. تقلصت هذه الظاهرة من معرض كتاب القاهرة الدولى شيئا فشيئا حتى صارت تقريبا منعدمة، باستثناء الدولة التى يتم اختيارها ضيفة شرف المعرض.

كان عدد كبير من الكتّاب العرب ضيوف المعرض ينتشرون فى ندوات المعرض، وفى بعض دور النشر المصرية والعربية التى تنشر لهم، فضلا عن حفلات مختلفة للتوقيع لهم، إلى جانب الكتّاب المصريين. كانت الوزارة توفر لهم الإقامة فى الفنادق، فضلا عن تذاكر السفر. وكانت الفرصة رائعة للجمهور المصرى والصحافة المصرية، فضلا عن الأدباء المصريين الذين يلتقون مع أصدقائهم البعيدين.

تقلصت هذه الظاهرة فى المعرض حتى انعدمت تقريبا. وسؤالى إلى وزيرة الثقافة، كيف نعيدها مرة أخرى.
 كيف كان معرض القاهرة الدولى للكتاب ملهما للمعارض العربية، ثم تراجع عن ظاهرة كبيرة الأهمية كانت فيه؟. بالطبع سيكون السبب هو عدم كفاية ميزانية وزارة الثقافة، ومن ثم هيئة الكتاب وما هو مخصص لمعرض الكتاب، وهذه مسألة تحتاج نظرة من الوزارة، أو من مجلس الوزراء، مما حدث لهذه الظاهرة الجميلة التى اختفت من هنا، وصارت ملمحا كبيرا فى المعارض الدولية العربية للكتاب. 
أتمنى عودة هذه الظاهرة من جديد وباتساع ولدينا الوقت للاختيار والدعوات.