شريف رياض يكتب: الطريق إلى السعادة

شريف رياض
شريف رياض

الطريق إلى السعادة يبدأ من التصالح مع النفس والتصالح مع النفس يبدأ بنبذ كل صور الحقد والحسد والغيرة .. أن تحب كل الناس أو على الأقل تحسن الظن بهم ولا تتوجس خيفة من أحد ولا تحمل ضغينة لأحد .. أن تتمنى الخير للجميع.. وقبل هذا وذاك أن تقوى علاقتك بالله - سبحانه وتعالى - وأن تقترب منه اقتراب المؤمن بأن كل شىء فى هذه الدنيا بيده وحده.

إذا أحببت كل الناس وأحسنت التعامل معهم بلا استعلاء وأصبح الفقير والضعيف صديقاً لك قبل الغنى والقوى.. إذا ابتعدت تماماً عن النفاق أو تملق صاحب للسطة فأنت على الطريق الصحيح.. ولا تنس أن التواضع صفة أساسية يجب أن تتحلى بها ليتحقق لك التصالح مع النفس.

المتصالحون مع أنفسهم كثر وهم يعيشون بيننا لكن لا يشعر بوجودهم أو بقيمتهم وتأثيرهم إلا من تشغلهم قضية التصالح مع النفس هؤلاء فقط من تكتمل سعادتهم باكتشاف من يتمتعون بهذه الصفة فتجدهم يقتربون منهم ويسعدون بالحفاظ على أواصر الصداقة والعلاقات الطيبة معهم ويعتبرونهم دائماً كنوزاً يجب الحفاظ عليها والإشادة بها فى كل محفل.

المتصالحون مع أنفسهم موجودون بيننا على جميع المستويات.. علاقات العمل والأهل والأصدقاء والجيران أحد هؤلاء الأخ والصديق والزميل الغالى الراحل الكاتب الصحفى المتميز عاصم القرشى رئيس تحرير الأهرام ويكلى الأسبق وصاحب المهام الصحفية الصعبة والحوارات المتميزة مع شخصيات دولية عديدة.. عاصم هزمته الكورونا فى أيام معدودة واختطفه الموت من بين أهله وأصدقائه وزملاء دفعته الأولى بكلية إعلام القاهرة وأنا منهم.

وفاته فى ٢٤ مارس ٢٠٢١ كانت مفاجأة غير متوقعة أبدأ غيرت طبيعة لقاءآتنا الشهرية التى كانت تتسم بالبهجة والسعادة ونحن نسترجع معا ذكريات ٥٠ عاماً تقريباً من الزمالة والحب والإخلاص بين زملاء اجتمعوا على حب وتقدير أستاذهم الكاتب الكبير الراحل جلال الحمامصى الذى غرس فيهم قيماً كثيرة جداً من الصعب أن يدركها من يقرأ المقال الآن.

كان عاصم رحمه الله هو صانع البهجة بين زملاء الدفعة بحلاوة روحه وعلاقاته الطيبة بالجميع حتى أصبح كاتم أسرار الدفعة أيضاً.. ولهذا كان رحيله المفاجئ صدمة مازلنا لا نتحمل تبعاتها لكنها دفعتنا لإعداد كتاب عنه تضمن العديد من مقالاته الرائعة صدر منذ أيام بعنوان «محمد عاصم القرشى.. فى محبة صانع البهجة» أعده زميلنا د. فاروق هاشم مدير تحرير الأهرام الذى لحق به بعد شهور قليلة متأثراً بإصابته بالكورونا أيضاً وشارك فى الإعداد وجمع المادة الزملاء عزة محيى الدين وعادل سلامة وزينب المبيض.

وصفته مقدمة الكتاب بعصفور ملون يرفرف بجاناحيه لكل ما فى الحياة من فرح وألم.. عصفور ملون لا يملك من يراه عابراً فى أفق حياته أو مستقراً على كفه إلا أن يبتسم ويسعد وتمتلىء روحه بالامتنان للخالق العظيم الذى منحه نعمة أن يرى هذا العصفور.. وإذا كنا قد ودعناه إلى حين فإننا نثق أنه باق معنا كما كان دائماً معنا بلقب عصفور مغرد بجناحيه فراشة ملونة.

آخر كلام
ابدأ الآن بالتصالح مع نفسك لتتحقق لك السعادة.