بركة الصيام

نجلاء شمس - مجمع البحوث الإسلامية
نجلاء شمس - مجمع البحوث الإسلامية

بقلم: نجلاء شمس - مجمع البحوث الإسلامية

إياك وأن يكون يومك فى رمضان كسائر أيامك، فما هو إلا أيام معدودات، فعليك فى هذا الشهر أن تستغل كل أوقاته فمع كثرة موت الفجاءة لم نعد نعلم أيكون هذا آخر رمضان لنا أم لا ؟!

أقول هذا لأتجه بالنصيحة إلى نفسى أولًا، فمازال التناصح هو الخصيصة الواضحة للأمة الإسلامية التى تتشبث ببقايا أمجادها؛ لأن بعض المسلمين وللأسف حولوا الحق عن مجراه فبدلًا من أن يكون شهر رمضان شهر صيام جعلوه بالافتنان فى طرائق مختلفة كالإقبال الشديد على الطعام والشراب الذى هو مفسدة للجسم ومتلفة للمال إياك و الإفراط فى الأكل؛ فالشهر شهر عبادة و ليس شهر أكل، الغرض من صومه الشعور بالفقراء وتعلم الصبر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - «ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه» رواه الترمذى.. 

إن المسلم الذى يراعى أحكام الصيام ويعرف لرمضان منزلته فيؤدى ما يقتضيه فلا جرم أن يكون قريبًا من ربه فإذا دعاه استجاب له وإذا استعاذ به أعاذه فذلك ما يشير إليه ترتيب آيات الصيام ووضع آية الدعاء بعد الأمر بصيام شهر رمضان وكأن الآية فى اشتمالها على الدعاء مسبوقة بما اشتملت عليه آيات الصيام من الخير والبر..  قال تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ القُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) البقرة ١٨٥، ثم أتى بعدها قوله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ) «البقرة ١٨٦» وخلاصة هذه النصيحة: كن من السابقين فى هذا الشهر للخيرات، تصدق، اختم القرآن، استغل وقتك فى الذكر والتسبيح والتهليل، يبارك الله لك فى صيامك.