صباح النصر فى يوم العبور العظيم. صباح الإدارة الجبارة التى أنهت ست سنوات من الحرب بهذا الانتصار الحاسم على العدو. صباح العزيمة التى رفضت أن تنصاع للهزيمة أو تستلم للتآمر، والتى طلبت الثأر وصمدت أمام المصاعب وقهرت كل التحديات وقدمت كل التضحيات لترفع أعلام النصر فى أكتوبر العظيم.
لم يكن أكتوبر موعداً مع المستحيل.. بل كان هو الممكن الوحيد عند شعبها الصامد وجيشها الوطنى. المستحيل كان هو القبول بنتائج المؤامرة فى 67 أو التردد فى الثأر من هزيمة غير مستحقة مهما كانت الصعاب.
وبالفعل كانت سنوات صعبة وعظيمة تلك التى قادتنا إلى أن نكتب أروع صفحات التاريخ مع العبور العظيم فى أكتوبر. كان النصر العسكرى مؤهلاِ لدرجة أن يصبح جزءاً من مناهج الدراسة فى أكبر الاكاديميات العسكرية فى العالم. لكن الأهم ما أكدناه لأنفسنا ونحن نصحح التاريخ ونثأر من الهزيمة ونسترد الأرض.، كنا نؤكد من جديد أننا قادرون - بالعلم والعمل والرؤية الصحيحة والتخطيط السليم - أن نحقق النصر فى كل معاركنا وأن نضع فى كل يوم عبوراً جديداً نبنى فيه مصر ونحن واثقون من أننا نعرف كيف نحمى ما نبنيه.
بعد عامين سوف يكتمل نصف قرن على أكتوبر العظيم، وهى مناسبة يجب أن نجعلها احتفالية كبرى نستعد لها من الآن . لقد شهدنا على مر السنوات الماضية حرباً لا تنقطع على الذاكرة الوطنية.
أعداء الوطن فى الداخل والخارج لا يتوقفون عن تشويه التاريخ وتحويل انتصاراتنا الكبرى إلى هزائم وانكسارات. من تأميم القناة وبناء السد إلى نصر أكتوبر العظيم كانت حملات التضليل تتواصل فى محاولة يائسة للتشكيك فى قدرتنا على تحقيق النصر فى معارك المصير!!
فليكن احتفالنا بالعيد الخمسين لنصر أكتوبر نقطة انطلاق للحفاظ على ذاكرة الوطن، وبداية للاحتفاء بكل انتصاراتنا الوطنية، وتأكيداً على أننا قادرون - بروح أكتوبر - على العبور دائما إلى الأفضل مهما كانت التحديات.
صباح النصر فى يوم العبور العظيم.