نهار

باسم خندقجى...

عبلة الروينى
عبلة الروينى

عادة لا تشغلنى الجوائز (الأدبية تحديدا).. لا تشغلنى نتائجها ومعاييرها.. الحسابات والمصالح والتاريخ والجغرافيا والذائقة الشخصية وكل شيء مباح!!.... لا تشغلنى الجوائز (موضوعيًا) وإن كانت بالتأكيد فرحة للفائزين بها.. هم أيضًا لهم أسبابهم (غير الموضوعية) الزهو والضوء والانتشار، والأهم بعض الأموال، بمثابة الحلم فى واقع عربى مأزوم اقتصاديًا!!

لا تهم كثيرًا الجوائز... لكن فوز رواية (قناع بلون السماء) للكاتب الفلسطينى «باسم خندجقى» بجائزة البوكر العربية هذا العام... فرحة ونصرة قوية للجائزة وللأدب الفلسطينى ورمزية الكتابة كفعل مقاومة وحرية...

باسم خندجقى من مواليد نابلس١٩٨٣(٤١ عامًا) درس الصحافة فى جامعة النجاح الوطنية فى نابلس.. أكمل الدراسة داخل السجن، بعد أن تم اعتقاله منذ ٢٠ عامًا (٢٠٠٤) والحكم عليه بثلاثة أحكام سجن مؤبد (يعنى أسير مدى الحياة فى سجون الاحتلال الإسرائيلى)!!

  فوز باسم بجائزة البوكر العربية، أكبر من الجائزة وأعمق دلالة... ربما يلقى الضوء على أدب السجون، والأدب الفلسطينى تحت الاحتلال والأسر (هناك ١٣٠ كاتبًا فلسطينيًا فى الأسر)!!... بمجرد معرفة الإسرائيليين بترشيح رواية باسم خندقجى فى القائمة القصيرة لجائزة البوكر (قبل شهرين) تم عزله انفراديًا، ومنعت عنه الزيارات، ومنع من التواصل مع المحامين، والصليب الأحمر!!.. وربما يزداد الأمر شراسة، بعد إعلان فوزه بالجائزة، ومطالبة الصحف الإسرائيلية (تعقيبًا على فوز باسم).. بضرورة منع الأقلام والأوراق والكتب، وعدم السماح للأسرى بالكتابة!!

المؤكد أن جائزة باسم خندقجى انتصار لفعل الكتابة فى الأسر، لفعل الكتابة المقاومة.. والمؤكد أن الأسر وأسوار السجن العالية وقائمة الممنوعات والمحظورات، لم تقف حدًا لوجود باسم خندجقى وحضوره ككاتب... والمؤكد أننا لا ننسى أسرانا .