قريباً من السياسة

بداية النهاية لنتنياهو

محمد الشماع
محمد الشماع

العالم كله يدرك أن الاعتداء الإسرائيلى على رفح هو اعتداء على مدينة مكتظة بالسكان المدنيين الذين تمنع القوانين الدولية الاعتداء عليهم أو تجويعهم أو حرمانهم من العلاج، لكن نتنياهو الذى أصابه العمى يستمر فى عدوانه لكى يثبت للعالم أن إسرائيل أصبحت خارجة تماما عن القانون الدولى وعن الأعراف العسكرية.

لكن ما لا يدركه نتنياهو وحكومته أن الجولة الأخيرة من الصراع العربى الإسرائيلى والتى تدور هذه الأيام قد غيرت الكثير من القناعات السياسية والعسكرية للقوى المتواجدة فى المنطقة، فلقد أثبتت الأحداث أن الجيش الإسرائيلى ليس بمستوى القوة التى كان يتباهى بها ورغم أن الدعم الأمريكى مفتوح فإن المقاومة وجدت الأساليب التى تفرض بها قواعد الاشتباك والتى أثبتت للعالم أن الجيش الإسرائيلى هو عبارة عن كثير من الجعجعة وقليل من الطحين هذا أولا.
وثانيا فإن القوى العربية التى كانت قد بدأت التقارب مع إسرائيل قد تراجعت كثيرا عن هذا التقارب، كما أن الدعم الأمريكى لا يستطيع أن يحسم المعارك التى يتواجد فيها الرجال.

وثالثا: لقد تبخرت أسطورة إسرائيل وتبخرت معها الدعاية الصهيونية وحدث تحول جذرى فى الرأى العام العالمى الذى أصبح أكثر تعاطفا مع حق الفلسطينيين فى أن يكون لهم وطن مستقل ومحاولة نتنياهو توجيه قذائفه إلى رفح لاستخدام هذا التجمع السكانى للضغط على الحدود المصرية ومحاولة استفزاز القيادة المصرية هى محاولة فاشلة لأن مصر أعلنت صراحة أنها لن تتنازل عن شبر من أراضيها والفلسطينيين أعلنوا صراحة أنهم لن يغادروا بلادهم إلى أى وطن بديل. والرأى العام العالمى قد أدان صراحة العدوان الإسرائيلى على الشعب الفلسطينى.

لذا فإن نتنياهو كما يبدو قد فقد صوابه تماما أمام هذه التحولات المتسارعة وها هو يتخبط فى قراراته فيضرب ذات اليمن وذات الشمال باحثا عن مخرج لمأزقه الشخصى!

لكن الحقيقة أن الأحداث الأخيرة فى غزة قد رسمت بداية النهاية لنتنياهو ومن ورائه كل حلفائه المتعصبين للفكر الصهيونى.