الكوكب يصرخ!

ضج كوكب الأرض بالبشر وأفعالهم وضاق من تصرفاتهم وممارساتهم، وباتت تقلبات الطقس والفيضانات العارمة والأمطار الغزيرة والارتفاع القياسى فى درجات الحرارة وحرائق الغابات والجفاف هى العنوان الأبرز والموضوع الأهم.
لقد أثار التقرير العلمى حول أزمة الاحتباس الحراري، الذى أعده 234 خبيرا من 66 دولة واستندوا فيه إلى 14 ألف دراسة علمية، ضجة عالمية غير مسبوقة، لما شمله من معلومات وتحذيرات بشأن الكوارث القائمة والمقبلة بسبب التغير المناخى فى كوكب الأرض والتى تجعل الحياة على الأرض أصعب على بنى البشر.
ولعل أهم ما جاء فى التقرير هو الحسم والحزم فى إقرار أن ارتفاع معدلات درجات الحرارة فى العالم هو من صنع البشر. ويأتى هذا الحسم بعد سنوات من التردد واستعمال تعبيرات مثل ربما وغالبا ومن المرجح وغيرها تركت مساحة من عدم اليقين بمسئولية الإنسان عن التغير المناخى المتواصل.
الأمر الثانى فى التقرير هو أن ارتفاع درجات الحرارة يزداد بوتيرة أعلى مما كان متوقعا فى السابق، حيث جرى التحذير فيه من أن درجة حرارة الأرض سترتفع بمقدار 1.5 درجة مئوية بحلول عام 2030 .. كما أشار التقرير إلى أن مستوى البحار والمحيطات سيرتفع بمتر ونصف المتر إلى مترين مما سيعرض دولا كاملة ومدنا كثيرة لخطر الغرق والدمار.. 
أما الأخطر فهو توقع التقرير تواصل الارتفاع فى درجات الحرارة حتى لو التزمت جميع دول العالم بمقررات مؤتمر باريس للمناخ للحد من انبعاث غازات الدفيئة التى هى سبب ظاهرة الاحتباس الحراري.