بدون تردد

مبادئ.. وشعارات

محمد بركات
محمد بركات

أحسب أننا نلمس ونشاهد الكم الضخم من المتناقضات التى يمتلئ بها العالم، وتعج بها الساحة السياسية فى كل وقت وكل مكان بطول وعرض الكرة الأرضية.
ففى الوقت الذى يرفع فيه البعض لواء الشعارات البراقة والمبادئ الرائعة والقيم السامية، ويدعون فى كل وقت تمسكهم بها والتزامهم الذى لايحيد عنها،..، إذا بهم فى الحقيقة لايفعلون ذلك ولايقومون به، ولكنهم يتخذونها لباسا للضرورة ولزوم الحاجة لتحقيق مصالحهم وبلوغ منافعهم.
وهناك دول كثيرة للأسف تفعل ذلك، كما أن هناك العديد من البشر يسلكون ذات السلوك، فنرى اللص الذى يدعى الشرف، والجبان الذى يدعى  الشجاعة، والمنافق المتغنى بالصدق، ،...، وهذه كلها نماذج يمكن ان نراها حولنا فى الحياة العامة، بالاضافة الى العديد من النماذج الأخرى العادية التى تمتلئ بها الدنيا فى كل وقت وكل مكان.
وإذا ما ركزنا الاهتمام على الدول، وماتفعله وتقوم به على الساحة الدولية من أفعال وما تتخذه من مواقف، لوجدنا هذه الظاهرة أكثر انتشارا وأكثر تواجدا وأكثر فجاجة فى ظهورها، حيث المصالح تحكم وتتحكم فى نهج وسلوك الدول،...، إلا من رحم ربى.
والمتناقضات كثيرة والادعاءات أيضا كثيرة على الساحة الدولية، وكذلك الأكاذيب أيضا للأسف،...، وفى هذا بات مألوفا أن تتحدث بعض الدول على لسان زعمائها، عن إيمانها الكامل بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والقيم الأخلاقية والإنسانية، ثم نراهم يفعلون عكس ذلك تماما.
ولعلى لا أبالغ ولا اتجنى على أحد إذا ماقلت، أن ما رأيناه وتابعناه يحدث فى جلسة مجلس الأمن، الخاصة ببحث قضية سد النهضة، كان فى الحقيقة مثالا حيا، لما يمكن أن تصل إليه بعض الدول من تجاهل للحق والعدل الواضح والجلى، فى سبيل الحفاظ على مصالحها الضيقة.
وفى هذا السياق قد يكون من المهم أن ننظر إلى ماجرى، على أنه يحمل فى طياته جانبا إيجابيا لايمكن أن نغفله،..، وهو أنه أتاح لنا التعرف على المواقف الحقيقية لبعض الدول دون لبس، أو إبهام.