باختصار

رمضان محبة

عثمان سالم
عثمان سالم

مشاعر إنسانية صادقة يتبادلها المصريون فى المناسبات الدينية والاجتماعية.. ولعبت «السوشيال ميديا» دورا إيجابيا فى هذا الشأن بعد أن تصادف صيام المسلمين والمسيحيين فى وقت واحد هذا العام.. لقد أظهر شركاء الوطن روحا إيمانية عظيمة بمشاركتنا أعمال الخير فى الشهر الكريم بإظهار للفرحة المشتركة بتعليق فانوس رمضان على إحدى الكنائس بجانب أعمال البر التى يقوم بها الأخوة طواعية حبا فى الخير.. ومن المؤسف أن يحول فيروس كورونا بين التقاء الكثير من الأصدقاء على الموائد الرمضانية بسبب الجائحة وكان الأصدقاء المسيحيون يؤكدون سعادتهم البالغة بقدوم رمضان وتلبية دعوة الافطار وبعضهم كان يصوم اليوم حباً فى المشاركة الايجابية.. النماذج التى قدمها الأقباط كثيرة ومنهم من تعود القيام بها كل عام دون رياء أو نفاق.. قامت سيدة بتوزيع «شنط المواد الغذائية الجافة على الفقراء وقامت الكنائس بمبادرات كريمة فى المناطق المحيطة بدور العبادة.. آخر هذه الأعمال الجليلة مواصلة المهندس ناجى لبيب من الشرقية بالمحافظة على عادة سنوية بتعليق الزينة وتحضير مأدبة الإفطار على مدار ثلاثين عاما ترجمتها ذكريات أيام تأدية الخدمة العسكرية التى مازالت محفورة فى ذاكرته منذ عام ١٩٧٩ عندما ركب القطار من الصالحية قبل ربع ساعة من موعد الافطار وإذا بكل الجنود فى كل عربة قطار قاموا بتجميع ما لديهم من طعام وطالبوه بالانضمام إليهم وقال لهم بعفوية «بألف هنا وشفا» أنا مش صائم لانى مسيحى فزاد إصرارهم على مشاركتهم الإفطار البسيط وسمع منهم كلاما جميلا: كلنا إخوات والأكل خير من ربنا.. هذا ما تعلمناه من أهالينا وجيراننا وزملائنا.. فعل الخير للغير من أرقى العبادات.. مثل هذه المبادرات الاخلاقية والانسانية يجب أن تدرس للتلاميذ فى المدارس والمساجد والكنائس بعد أن ظهرت روح سلبية فى بعض المؤسسات الدينية أذكت روح التعصب.. لكن من حسن الحظ أن الشباب تمرد على هذه التصرفات قصيرة النظر وأرى يوميا أصدقاء من الجانبين يقضون أوقات الفراغ معاً على المقاهى وفى أماكن التجمعات التجارية.. وهى تصرفات عفوية يمارسها أبناؤنا بحب دون النظر إلى ديانة أى منهم.. لى أصدقاء مسيحيون كثر بادرونا برسائل دينية جميلة فى بداية الشهر الفضيل وطلبت زميلة على المعاش «متعها الله بالصحة» إرسال بعض «الايقونات» لتقوم بدورها بإرسالها إلى أصدقائها المسلمين محبة وتضامنا احتفالا بشهر رمضان الذى أصبح مناسبة يحتفل بها المصريون بمشاعر صادقة تعبر عن المحبة بين شعب واحد.. كل عام ونحن جميعا بألف خير.