حبوا بعض

    أمنية طلعت
أمنية طلعت

كان حفل نقل المومياوات الملكية إعلانا عالمياً لتأكيد هوية مصر الأصلية، كميت أو الأرض السوداء الخصبة، مصر التى لا يوجد مثلها فى العالم اجمع بحضارتها وموقعها الجغرافى وحضارتها التى تبتلع فى جوفها كل الحضارات.
انتظرت الحدث بشغف، فلطالما شغلنى تاريخ مصر القديمة ولطالما كانت الأسرة الثامنة عشرة من أحب الحقب التاريخية إلى قلبي، اقرأ عنها وأهتم بكل تفاصيل ملوكها وملكاتها، لكنى لم أكن أتوقع أبداً أن يتحول الاحتفال إلى ما يشبه رفع لعلم القومية المصرية على قمة جبل فى العالم، وكأنه قد نُفخ فى الصور وأعيد إحياء مجدنا الغابر.
مشهد تحرك العربات التى تحمل مومياوات ملوكنا العظماء يتحرك فى مهابة نحو متحف الحضارة، بينما تشدو السوبرانو أميرة سليم بترنيمة الربة إيزيس. ينبعث سحر الكلمات فى فضاء المحروسة، فتصمت كل الكائنات تقديسا لإيست أو إيزيس، فأشعر بالعظمة ويملؤنى الفخر لأننى حظيت بفرصة الميلاد على هذه الأرض المهيبة.
وعندما تصل مومياوات الملوك وينهض الرئيس عبد الفتاح السيسى لاستقبالها، تتأكد ملامح الدولة العظيمة التى يصر على إعادة إحيائها، دون أن يلتفت إلى العواء الذى لا يصمت مع كل ضربة يتلقاها أصحابه.
فها هى مصر المبجلة يتصل حاضرها بماضيها وتحفر هويتها على جبين الزمن