توافق حول المناصب العليا.. فى القارة العجوز

جانب من مناقشات قادة أوروبا خلال القمة
جانب من مناقشات قادة أوروبا خلال القمة

تحديات واسعة تشهدها القارة الأوروبية بداية من المكاسب الكبيرة التى حققها اليمين المتطرف فى انتخابات البرلمان الأوروبى الأخيرة وسط توقعات بفوزه فى الانتخابات البرلمانية المبكرة فى فرنسا.

كما تثور المخاوف فى القارة العجوز من سيناريو عودة الرئيس الأمريكى السابق دونالد إلى البيت الأبيض بعد التوترات التى شهدتها ولايته الأولى.. ووسط هذه الأجواء، عقد قادة الاتحاد قمة حاسمة لرسم مستقبل التكتل خلال السنوات الخمس القادمة حيث سعى تيار الوسط بشقيه اليمينى ويمثله حزب الشعب الأوروبى واليسارى ويمثله الاشتراكيون الديمقراطيون إلى إعادة الاستقرار للاتحاد من خلال تعيينات المناصب العليا.. وقرر القادة الأوروبيون منح اورسولا فون دير لاين ولاية ثانية فى رئاسة المفوضية الأوروبية ممثلة لشمال القارة ولحزب الشعب الأوروبى الذى يعد أكبر الفائزين فى الانتخابات الأخيرة.. ولتحقيق التوازن الاستراتيجى اختار القادة رئيس الوزراء البرتغالى السابق أنتونيو كوستا لمنصب رئيس المجلس الأوروبى ممثلا لدول الجنوب ولتيار اليسار الذى حل ثانيا فى الانتخابات.

اقرأ أيضًا |  

وجاء اختيار كوستا فى محاولة لإنهاء حقبة من الخلافات السياسية التى شهدتها قيادة الاتحاد بين سلفه البلجيكى شارل ميشيل وفون دير لاين.. ويأمل قادة الاتحاد أن يحقق الانسجام بين كوستا المعروف بمرونته السياسية وفون دير لاين بعض الاستقرار للقارة المضطربة. . كما جاء اختيار رئيسة وزراء استونيا كايا كالاس لخلافة جوزيب بوريل فى منصب منسق الاتحاد الأوروبى للشئون الخارجية رسالة واضحة لروسيا فالمرأة التى تمثل دول أوروبا الشرقية معروفة بعدائها الشديد الكرملين. 

ورغم التوافق بين قادة الاتحاد الأوروبى حول اختيارات المناصب العليا فإنها لم تحقق الإجماع المطلوب لضمان الاستقرار المنشود حيث أثارت الأسماء المطروحة غضب رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلونى التى استنكرت ما اعتبرته تجاهلا لدولة ايطاليا ولتحالف «المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين» اليمينى المتطرف الذى تنتمى إليه والذى حل ثالثا فى الانتخابات.. وخلال الأشهر الأخيرة سطع نجم ميلونى كزعيمة أوروبية جديدة بعد نجاحاتها فى إيطاليا وتبنيها موقفا معتدلا. 

ومازال طريق فون دير لاين للفوز بالمنصب محفوفا بالمخاطر فرغم أن تيار الوسط يملك نحو 403 مقاعد فى البرلمان الأوروبى الذى يتعين عليه إقرار اختيارات قادة الاتحاد إلا أن المفاجآت واردة فى التصويت السرى للبرلمان الشهر المقبل حيث يتعين على فون دير لاين الفوز بـ361 صوتا من أصل 720.