اليمين المتطرف يتغول.. النتائج الاولية للانتخابات الفرنسية تحمل مفاجأت

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال الادلاء بصوته في الانتخابات
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال الادلاء بصوته في الانتخابات

شهدت فرنسا تقلبات سياسية غير مسبوق في تاريخها الحديث، إذ حقق حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبان انتصارًا كاسحًا في الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية، وهذا التحول الدراماتيكي في المشهد السياسي الفرنسي يهدد بتغيير وجه السياسة في البلاد وإعادة تشكيل علاقات فرنسا مع جيرانها الأوروبيين والعالم.

 

صعود مفاجئ لليمين المتطرف

وفقًا لما نقلته صحيفة "ليزيكو" الفرنسية، حصد حزب التجمع الوطني 33.15% من الأصوات، متفوقًا بذلك على منافسيه الرئيسيين، وللمرة الأولى في تاريخ الجمهورية الخامسة، يتصدر هذا الحزب اليميني المتطرف نتائج الانتخابات التشريعية.

وقد نجح الحزب في الفوز بـ 39 مقعدًا من الجولة الأولى، مما يضعه في موقع قوي للغاية قبل الجولة الثانية المقررة في 7 يوليو.

وتشير التوقعات التي نقلتها "ليزيكو" عن معهد "أوبينيون واي" إلى أن التجمع الوطني وحلفاءه قد يحصلون على ما بين 250 و300 مقعد في الجولة الثانية.

وفي حال تحقيق الأغلبية المطلقة (289 مقعدًا)، قد يتم تعيين جوردان بارديلا، الرجل الثاني في الحزب، رئيسًا للوزراء في حكومة تعايش مع الرئيس إيمانويل ماكرون.

 

تراجع اليسار وانهيار حزب ماكرون

في المقابل، حل تحالف اليسار الجديد "الجبهة الشعبية الجديدة" في المرتبة الثانية بنسبة 28% من الأصوات، محققًا نتائج جيدة في المدن الكبرى والضواحي، لكنه عانى في المناطق الريفية.

وتشير التقديرات إلى أن هذا التحالف قد يحصل على ما بين 130 و170 مقعدًا في النهاية.

أما الحزب الرئاسي وحلفاؤه، فقد شهدوا انهيارًا كبيرًا، حيث حلوا في المرتبة الثالثة بنسبة 21% من الأصوات.

وتتوقع "ليزيكو" أن يحصل حزب ماكرون على ما بين 65 و105 نائب فقط، مما يمثل تراجعًا حادًا عن الأغلبية التي كان يتمتع بها في البرلمان السابق.

 

مشاركة قياسية ونتائج صادمة

وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن نسبة المشاركة في هذه الانتخابات بلغت 66.7%، وهو أعلى معدل منذ عام 1997.

هذا الإقبال الكبير على صناديق الاقتراع أدى إلى فوز 75 مرشحًا من الجولة الأولى، منهم 39 من التجمع الوطني و32 من تحالف اليسار.

ومن النتائج الصادمة التي أوردتها "ليزيكو"، خسارة فابيان روسيل، أحد مهندسي تحالف اليسار، لمقعده في الشمال أمام مرشح التجمع الوطني، في دائرة انتخابية ظلت معقلًا للحزب الشيوعي منذ عام 1962.

 

تحديات الجولة الثانية وسيناريوهات الانسحاب

تواجه الأحزاب الفرنسية وضعًا غير مسبوق مع وجود أكثر من 300 دائرة انتخابية ستشهد منافسة ثلاثية في الجولة الثانية، وقد نقلت "ليزيكو" تصريحات متباينة لقادة الأحزاب حول موقفهم من الانسحاب لصالح مرشحين آخرين لمنع فوز اليمين المتطرف.

فبينما دعا البعض إلى "تجمع ديمقراطي وجمهوري واسع" في مواجهة التجمع الوطني، رفض آخرون إعطاء توجيهات محددة للناخبين.

وقد أعلن زعيم اليسار المتشدد جان لوك ميلونشون أنه سيسحب مرشحيه في الدوائر التي حل فيها تحالفه في المرتبة الثالثة وتصدرها التجمع الوطني.