العالم يفكر| انقسام بين الأمريكيين على وسائل التواصل الاجتماعى

الديمقراطيون على «إكس» والجمهوريون على «فيسبوك»!

الأمريكيين على وسائل التواصل الاجتماعى
الأمريكيين على وسائل التواصل الاجتماعى

نوال سيد عبدالله

منصات التواصل الاجتماعى ليست مجرد وسائل للتواصل بل أصبحت أهم جزء فى روتين الأخبار للأمريكيين.

وهذا ما كشفت عنه دراسة حديثة من مركز بيو للأبحاث عن كيفية تفاعل الأمريكيين مع الأخبار على منصات مثل تيك توك، إكس (المعروفة سابقًا باسم تويتر)، فيسبوك، وإنستجرام، مع تباين كبير فى مصادر الأخبار ودقتها التى يرونها، وتأثير ذلك على تصوراتهم الشخصية والسياسية.

ويحصل نصف البالغين فى الولايات المتحدة على الأخبار من وسائل التواصل الاجتماعى بشكل عام. لكن تختلف المنصات المحددة بشكل كبير فى هيكلها ومحتواها وثقافتها.

وسلطت هذه الدراسة الضوء على الطرق المتنوعة التى يتفاعل بها الأمريكيون مع الأخبار على وسائل التواصل الاجتماعي، وأنواع المحتوى التى يواجهونها، والمصادر التى يعتمدون عليها، والدقة المتصورة والتأثير للأخبار التى يرونها. حيث توفر كل منصة بيئة فريدة لاستهلاك الأخبار، تتشكل من قاعدة المستخدمين، ديناميكيات المحتوى، والخوارزميات الأساسية.

وأوضحت الدراسة أن معظم الأمريكيين لا يستخدمون فيسبوك، وإنستجرام، وتيك توك بشكل أساسى لمتابعة الأخبار. لكن منصة إكس الاستثناء، حيث يشير غالبية المستخدمين إلى أن استطلاع الأخبار هى سبب رئيسى لاستخدامهم لهذه المنصة. ويحصل مستخدمو فيسبوك وإنستجرام غالبًا على الأخبار من صفحات الأصدقاء، والعائلة، والمعارف. بينما يحصل مستخدمو تيك توك بشكل متكرر على الأخبار من المؤثرين، فيما يحصل مستخدمو إكس على الأخبار بشكل أكبر من وسائل الإعلام والصحفيين.

اقرأ أيضا| محادثات صعبة في بكين بين ألمانيا والصين حول زيادة الرسوم الأوروبية

ويبلغ عدد كبير من المستخدمين عبر جميع المنصات عن وجود أخبار غير دقيقة. ويعتبر الديمقراطيون فى الولايات المتحدة أكثر تشككًا فى الأخبار على منصة إكس، بينما يتشكك الجمهوريون أكثر فى الأخبار على فيسبوك. حيث يعتقد العديد من الأمريكيين أن منصات التواصل الاجتماعى تؤثر على القصص الإخبارية التى يرونها، ويكون المستخدمون ذوو التحصيل العلمى العالى أكثر احتمالية لإدراك هذا التأثير.

ووجدت الدراسة أن 30% من البالغين فى الولايات المتحدة يحصلون بانتظام على الأخبار من فيسبوك، و16% من إنستجرام، و14% من تيك توك، و12% من إكس.

فى نفس الوقت، وجدت الدراسة أن المحتوى الطريف والمحتوى الذى فيه جانب تحليلى هو الأكثر مطالعة على جميع المنصات، مقارنة بالمقالات الإخبارية التقليدية.

لا يقتصر الأمر على مطالعة الأخبار فقط، لكنه يتعمق فى المجتمع الأمريكى ليحدث اختلافات، وربما خلافات، حزبية. وتوجد انقسامات حزبية بالفعل فى تصورات دقة الأخبار وتأثيرها، خاصة على منصتى إكس  وفيسبوك.

وبحسب دراسة المركز، يتشكك الأمريكيون الديمقراطيون من دقة الأخبار على منصة إكس أكثر من الجمهوريين الذين لا يرون أن المنصة تؤثر وتتدخل كثيرًا فى محتوى الأخبار وزاوية تناولها. وعلى العكس، يتشكك الجمهوريون كثيرًا فى دقة الأخبار المنشورة على فيسبوك.

ووسط مخاوف أوسع حول دقة المعلومات على وسائل التواصل الاجتماعي، يقول معظم الأمريكيين على كل من المنصات الاجتماعية الأربع الرئيسية إنهم يرون أحيانًا أخبارًا على المنصة تبدو غير دقيقة. ويشمل هذا حوالى ربع أو أكثر على كل منصة يقولون إنهم يرون أخبارًا غير دقيقة بشكل كبير أو إلى حد ما.

وعلى الرغم من أن المستخدمين يحافظون على مستوى من السيطرة من خلال تحديد من يتابعون على كل موقع، فإن الخوارزميات الحاسوبية تؤثر أيضًا على نتاج الأخبار والمحتوى الذى يظهر لهم على العديد من المنصات، ولدى شركات التكنولوجيا مجموعة متنوعة من السياسات حول كيفية مراقبة المحتوى مثل المعلومات الكاذبة والصور العنيفة.

كما سمحت بعض المواقع للمستخدمين بتعديل إعداداتهم، رغم أن الأبحاث السابقة من مركز بيو وجدت أن عددًا قليلًا جدًا من الأمريكيين يشعرون بأن لديهم الكثير من السيطرة على ما يرونه عبر الإنترنت.

ودائما ما يشعر الأمريكيون على منصات إكس وتيك توك أن المحتوى الذى يطالعونه فريد وغير متوفر على منصات أخرى. بينما يعتقد آخرون أن الأخبار على فيسبوك وانستجرام سهل الحصول عليها من على أى وسيلة أخرى. بيد أن العديد من الأمريكيين يشعرون بالإرهاق العام من كمية الأخبار التى يرونها خاصة على فيسبوك وإنستجرام.