الإبادة مستمرة في غزة .. قصف عشوائي وتوغل فى «الشجاعية».. والأمراض تفتك بغزة

المجاعة تفتك بقطاع غزة
المجاعة تفتك بقطاع غزة

واصلت قوات الاحتلال لليوم الـ265 قصفها الوحشى على مناطق متفرقة من قطاع غزة، ممتدة من الشمال إلى الجنوب، مما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى أغلبهم من الاطفال والنساء. وارتكبت قوات الاحتلال مجزرة جديدة فى الأحياء الشرقية لمدينة غزة وعلى رأسها حى الشجاعية حيث استشهد 7 فلسطينيين فى قصف عنيف على الحي، تزامنا مع بدء توغل إسرائيلى جديد. 

وطالب جيش الاحتلال الإسرائيلى سكان حى الشجاعية بإخلائه والتوجه إلى ما أسماه منطقة إنسانية فى غرب مدينة غزة عبر شارع صلاح الدين الأمر الذى أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من المدنيين. وشوهد آلاف الناس يفرون تحت وقع الغارات والقذائف التى تساقطت حولهم فى طريق النزوح. وقال شهود عيان ان دبابات وجرافات عسكرية بدأت بالتقدم شرق الحى بغطاء جويوسبق القصف غارة على منزل لعائلة أدت لاستشهاد خمسة مواطنين فى حين اصيب عدد آخر فى قصف جويّ لمنزل آخر فى الحي.

اقرأ أيضًا | تحذيرات من خطط إسرائيلية لتوسيع المواجهات مع حزب الله

وقال المكتب الإعلامى الحكومى فى غزة إن الدفاع المدنى لم يتمكن من الدخول إلى حى الشجاعية لانتشال الجثامين. وأضاف المكتب أن المستشفى المعمدانى فى مدينة غزة عاجز عن التعامل مع الأعداد الكبيرة للجرحى بسبب نقص الإمكانات.

وفى مخيم جباليا، اعلنت مصادر طبية استشهاد ستة مواطنين، وإصابة آخرين فى قصف الاحتلال مجموعة مواطنين فى منطقة العلمى بالمخيم الواقع شمال قطاع غزة. وأضافت المصادر ذاتها، أن طواقم الإسعاف انتشلت جثمانى شهيدين على الأقل، وعدة إصابات، من استهداف طيران الاحتلال الحربى أربعة منازل فى حى الصبرة بمدينة غزة، ولا زال هناك مفقودون تحت الأنقاض.

وفى خان يونس، جنوب القطاع، استشهد عدد من المواطنين بينهم أطفال ونساء، وأصيب آخرون فى قصف الاحتلال مدرسة الخنساء التى تؤوى نازحين فى بلدة عبسان الكبيرة شرقا. واستهدفت مدفعية الاحتلال أحياء الزيتون، وتل الهوا، والشيخ عجلين. وشهد محيط جسر وادى غزة شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، قصفا مدفعيا مكثفا.

من جانبها، أكدت الأمم المتحدة، أنها لم تنسحب من قطاع غزة، مشيرة إلى أن العقبات التى تعترض المساعدات الإنسانية فى غزة لا تزال مستمرة، وتوزيعها يتم فى ظل مخاطر كبيرة. قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن جريفيث، إن وضع الأمن الغذائى فى غزة «لا يحتمل»، داعيا إلى فتح «جميع نقاط العبور» إلى القطاع. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية شهادات من سكان غزة تكشف عن الوضع المأساوى والمروع الذى يواجهه الفلسطينيون فى ظل الحرب المدمرة. وقالت احدى الفلسطينيات ان «بطوننا تتآكل».

فى تقرير مطول، رصدت وكالة الأسوشيتد برس مظاهر وحجم المعاناة الإنسانية التى يعيشها سكان قطاع غزة بسبب العدوان.. أطفال صغار يخوضون فى مياه الصرف الصحى وأكوام القمامة المتراكمة فى المخيمات المكتظة بالنازحين. يقضى الناس حاجتهم فى حفر مغطاة بالخيش، ولا يوجد مكان قريب لغسل أيديهم. ويقول سكان المخيمات إن القذارة المحيطة بهم باتت حقيقة أخرى من حقائق الحرب لا مفر منها، مثلها مثل آلام الجوع أو دوى القصف. كما تنتشر حالات الإصابة بالالتهاب الكبدى الوبائى «أ» وهى فى تزايد، ويخشى الأطباء أنه مع مزيد من ارتفاع الحرارة ستتزايد أيضا احتمالات تفشى الكوليرا، إن لم يتم ادخال تغييرات جذرية فى ظروف المعيشة غير الصحية.