محكمة أمريكية تكشف وثائق تجسس شركة «ميتا» على مستخدمى منصات أخرى

صورة موضوعية
صورة موضوعية

محمد عطية

مازالت فضائح شركة "ميتا" مالكة منصة "فيس بوك" تتوالى؛ حيث ظهرت مجموعة من الوثائق الجديدة لمشروع سري استخدمته منصه "فيس بوك" للتجسس على بيانات مستخدمي موقع التواصل وبالاخص المنصة المنافسة لها وهي تطبيق "سناب شات"، لكن في حقيقة الأمر ان شركة "ميتا" لم تكن تلك العملية هي الأولى لها في التجسس؛ فلديها الكثير من عمليات التجسس يعرفها الكثيرون من مستخدمي الفيس بوك بعدما ادركوا سر التكنولوجيا خاصة عند الحديث في بعض الأشياء، فبمجرد فتح منصات السوشيال ميديا المختلفة والتابعة لشركة ميتا ستجد ما كنت تتحدث عنه، تفاصيل أكثر سوف نسردها لكم داخل السطور التالية.

الحكاية بدأت بعدما ظهرت وثائق المحكمة غير المعلنة وتم الكشف عنها حديثًا، من ضمن الوثائق الجديدة وثيقة عبارة عن رسائل بريد إلكتروني داخلية من فيسبوك تناقش المشروع وكيف حاولت شركة "ميتا" الحصول على ميزة تنافسية على منافسيها، بما في ذلك "سناب شات، أمازون، يوتيوب" من خلال تحليل حركة الشبكة لكيفية تفاعل مستخدميها مع منافسي ميتا، وبسبب استخدام هذه التطبيقات للتشفير، كان على فيسبوك تطوير تكنولوجيا خاصة للتعامل مع ذلك.

وهذا ما دفع مؤسس "فيس بوك" "مارك زوكربيرج" الى اطلاق العملية المعروفة داخليًا باسم Project Ghostbusters في عام 2016 وبعد أن شعر بالإحباط من إجراءات الخصوصية التي تتبعها سناب شات، وحسب تقرير شاركه موقع "techcrunch" التقني أطلق "فيس بوك" على هذا المشروع اسم Project Ghostbusters"، في إشارة واضحة إلى شعار "سناب شات" الشبيه بالأشباح، وكان الهدف منه هو فهم سلوك المستخدمين ومساعدة شركة "ميتا" على التنافس مع شركة "سناب" التي تملك شبكة التواصل الاجتماعي القائمة على الصور.

بل منذ اسابيع أصدرت محكمة فيدرالية في كاليفورنيا، وثائق جديدة تم اكتشافها كجزء من الدعوى الجماعية بين المستهلكين وشركة "ميتا"، الشركة الأم أو المالكة لمنصة "فيس بوك" والتي تكشف عن كيف حاولت الحصول على ميزة تنافسية على منافسيها، بما في ذلك "سناب شات"، والتي استخدمتها لاحقا على مستخدمي "أمازون، يوتيوب"، وذلك من خلال تحليل حركة مرور الشبكة لكيفية تفاعل مستخدميها مع منافسي شركة "ميتا"، ولكن نظرًا لاستخدام هذه التطبيقات لميزة التشفير، كانت شركة "ميتا" بحاجة إلى تطوير تقنية خاصة تمكنها من الوصول إلى البيانات المطلوبة.

وعرضت إحدى الوثائق تفاصيل مشروع فيسبوك Ghostbusters، الذي كان جزءًا من برنامج In-App Action Panel الخاص بالشركة، والذي استخدمته من أجل اعتراض وفك تقنية التشفير حركة مرور التطبيقات المشفرة التي تتبعها منصة "سناب شات"، ثم لاحقًا استخدمته لتتبع مستخدمي موقع يوتيوب وAmazon، كما كتب محامو المستهلكين في مستندات الدعوي، بل وتتضمن الوثائق رسائل بريد إلكتروني داخلي إرسلها "مارك زوكربيرج" الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا" إلى المديرين التنفيذيين بتاريخ 9 يونيو 2016 كتب فيها :"عندما يسأل شخص ما سؤالا حول سناب شات، فإن الإجابة عادة هي أنه نظرًا لأن حركة المرور المشفرة الخاصة بهم، فليس لدينا تحليلات عنها"، وأضاف "زوكربيرج": "نظرًا لمدى سرعة نموها، يبدو من المهم اكتشاف طريقة جديدة للحصول على تحليلات موثوقة عنها، ربما نحتاج إلى إنشاء لوحات أو كتابة برامج مخصصة، يجب عليك معرفة كيفية القيام بذلك".

وكان الحل الذي توصل إليه مهندسي "فيس بوك" وقتها هو استخدام أداة التتبع الخاصة بشركة Onavo، وهي خدمة تشبه الى حد كبير فكرة الـ VPN واستحوذت عليها "فيس بوك" في عام 2013، مما سمح لشركة "ميتا" بمراقبة تطبيقات التواصل الاجتماعي المنافسة وفك تشفير حركة مرور الشبكة، لكن في عام 2019، أغلق فيسبوك Onavo بعد أن كشف تحقيق TechCrunch، أن فيسبوك كان يدفع سرًا للمراهقين لاستخدام Onavo حتى تتمكن الشركة من الوصول إلى جميع أنشطتهم على الويب، وبعد رسالة البريد الإلكتروني التي أرسلها "زوكربيرج"، تولى فريق Onavo مشروع للتجسس على مستخدمي "سناب شات"، وبعد شهر تقريبًا اقترح ما يسمى بالمجموعات التي يمكن تثبيتها على نظامي التشغيل iOS وأندرويد، والتي تعترض حركة المرور لنطاقات فرعية محددة، مما يسمح لشركة "ميتا" بقراءة ما يمكن أن يكون حركة مرور مشفرة وقياس الاستخدام داخل التطبيق المنافس، أو ما يعرف بـ هجوم "الرجل في الوسط"، هو نوع من الهجمات يقوم فيه المتسللون باعتراض حركة مرور الإنترنت المتدفقة من جهاز إلى آخر عبر الشبكة، وعندما تكون حركة مرور الشبكة غير مشفرة، يسمح هذا النوع من الهجوم للمتسللين بقراءة البيانات الموجودة بداخلها، مثل أسماء المستخدمين وكلمات المرور والأنشطة الأخرى داخل التطبيق الذي يستهدفه الهجوم.

بالطبع لأن "سناب شات" قام بتشفير حركة المرور بين التطبيق وخوادمه، فإن تقنية تحليل الشبكة هذه لن تكون فعالة، ولهذا السبب اقترح مهندسو شركة "ميتا" استخدام Onavo، والذي يتمتع عند تفعيله بميزة قراءة كل حركة مرور الشبكة الخاصة بالجهاز قبل تشفيرها وإرسالها عبر الإنترنت، بينما في بريد إلكتروني اخر قال المهندسون القائمون على المشروع السري: "أصبح لدينا الآن القدرة على قياس النشاط التفصيلي داخل التطبيق، من خلال تحليل تحليلات سناب شات التي تم جمعها من المشاركين المحفزين في برنامج أبحاث Onavo".

وفي وقت أخر ووفقًا لوثائق المحكمة قامت شركة "فيس بوك" بتوسيع البرنامج ليشمل مراقبة مستخدمي منصة التجارة أمازون وموقع الفيديوهات الشهير يوتيوب، لكن في عام 2020  رفعت "سارة غرابرت" و "ماكسيميليان كلاين"، دعوى قضائية جماعية ضد شركة "فيس بوك" زاعمين أن الشركة كذبت بشأن أنشطة جمع البيانات واستغلت البيانات التي "استخرجتها بشكل مخادع" من المستخدمين لتحديد المنافسين ثم محاربة هذه الشركات الجديدة بشكل غير عادل.

في حقيقة الأمر لم تكن تلك القضية الوحيدة لمنصة "الفيس بوك" فالمنصة لديها العديد من القضايا كدعوة تجسس منصة انستجرام والتابعة لشركة "ميتا" على مستخدميها حوالي عام 2020 وكان مضمون الدعوى أن التطبيق يصل إلى كاميرات الهواتف الجوال لمستخدمي التطبيق حتى عندما لا يكون المستخدمون يتصفحون التطبيق، وتتضمن الدعوة "بالحصول على بيانات شخصية شديدة الخصوصية وحميمية عن مستخدميها، بما في ذلك خصوصية منازلهم، يمكن لفيسبوك زيادة عائدات إعلاناتها من خلال استهداف المستخدمين أكثر من أي وقت مضى"، ووقتها نفت الشركة التهمة، مشيرة إلى أنه حدث خطأ وسيتم العمل على تصحيحه.

توعية تكنولوجية

لكن في حقيقة الأمر لو جلست لثواني تفكر ستجد أن منزلك وعملك وحياتك مخترقة عن طريق هاتفك وتطبيقاته وهذا ما يحدث بمجرد التفكير في منتج دون التحدث بصوت عال به فالحقيقة اننا أمام كارثة حقيقة.

ليبدأ المهندس وليد حجاج خبير امن المعلومات حديثه قائلاً: تعد المنصة الأكثر استخدامًا في مصر حاليًا هي "الفيس بوك" وفي دول الخليج "سناب شات، وانستجرام" وكل دولة لها نسبة معينة من حيث التواجد والتفاعل عليها، لكن لا بد من التوعية التكنولوجية، وأن يكون لدينا خبرة في المجال التكنولوجي لأن كل الاتجاهات اليوم أصبحت تكنولوجيا؛ فالاجهزة التى تحتوى على كاميرات نحاول ألا تكون علينا طوال الوقت بل يفضل أن تكون ناحية أخرى كما يجب الضرورة للدخول على التطبيقات وغلق الـ "allow" بمعنى "السماح" لان صوتنا يكون مسموع ووقتها التطبيق يسمح بالتجسس لذلك لا بد من فتحها فقط في حالة تثبيت برنامج، بالاضافة لعدم تحميل التطبيقات من مصادر غير رسمية أو غير معروفة مثل "واتس اب جولد" فهو ليس أمن لان شخص عادى هو من عمله، فلابد وأن تكون حريصا فى تحميل أى تطبيق أو الدخول على أى استبيان، ليستكمل حديثة قائلاً: عدم فتح لينكات لمواقع غير موثوق فيها عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي لانه من الممكن أن يكون هذا اللينك ملغم ويوجد به اختراق للهاتف واذا حدث في وقتها بإمكانه رؤية الصور ومعرفة جميع البيانات الخاصة بك، والحل هو نسخ اللينك قبل فتحه ووضعه على جوجل لمعرفه هويته وهل هو لينك آمن أو غير آمن، كما هناك بعض التطبيقات التى يمكن من خلالها الكشف على هاتفك والتعرف هل مصاب بأى برامج تجسس أم لا، ليختم حديثة قائلاً: "مارك زوكربيرج" قام بشراء واتس اب بمبلغ مالي ضخم جدًا ثم أتاحه مجانًا فهذا يثير علامة استفهام، بالاضافة أن "مارك زوركبيرج" يوظف قواعد البيانات والمعلومات الخاصة بالمشتركين من أجل تحقيق أغراض شخصية وتجارية بل وسياسية.

اقرأ أيضا : «ميتا» تنفي مزاعم تسريب بيانات الفلسطينيين بواتساب لإسرائيل

 

 

;