حكايات| «فخار الوادي».. عزف منفرد على الطين

فخار الوادي
فخار الوادي

من الطين إلى الفن التشكيلي.. هكذا رحلة تصنيع الفخار، تبدأ بـ«طفلة» ملساء زرقاء من بطن الجبال، وتنتهى بأجمل أشكال الخزف والفخار والكليم والسجاد، داخل مركز التدريب على الحرف اليدوية بمدينة «الخارجة» فى الوادى الجديد تبدأ مراحل تصنيع الفخار بجلب «الطفلة» من الجبال، ويخرج مجموعة من المستكشفين للطين إلى منطقة الجبال المحيطة بـ»الخارجة»، بحثا عن طينة الطفلة الزرقاء الملساء التى لا توجد بها شوائب، وهذا النوع يوجد في طبقات بمناطق محددة بالمدينة يتم جلبه إلى مقر مركز التدريب لتبدأ رحلة التصنيع، حسبما قال محمد البيرسي مدير المركز.

ويضيف البيرسي أنه يتم وضع «الطفلة» الزرقاء أو الصفراء في حوض مملوء بالماء حتي تلين ويتم تقليبها باستخدام «الطورية» حتى تذوب تمامًا مكونة ما يسمى بـ»الروبة»، بعدها يتم تصفية المياه من حوض «الروبة» ثم تأخذ «الطفلة» شكل قرص الزبدة من شدة ملمسها الناعم ليتم تركها في الشمس لمدة يوم فقط حتى تتماسك، ثم يتم نقلها من حوض «الروبة» إلى داخل حوش التهوية، بعد أن تغطى بمشمعات من البلاستيك لمنع دخول الهواء إليها حتي لا تتشقق.

استطرد البيرسى قائلاً: إن مرحلة ضرب «الطفلة» ببعضها البعض هى الأهم حتى يتماسك الطين مع بعضه ويقوم الصنايعى الذي يعمل على الدولاب باختيار قطعة منها ليقوم بتشكيلها حسب رؤية يمتلكها هذا الفنان التشكيلى الذي يخطط ويضع القرار لتصنيع الشكل الذي يختاره، وتقوم الأيدي والأنامل بعزف منفرد على الطين لتخرج لنا فى النهاية قطعة فنية من الخزف تستحق أن تقول لصانعها «إيدك تتلف فى حرير».

◄ اقرأ أيضًا | «بيت الفيوم الطبيعي».. مجسمات لتاريخ المحافظة عبر العصور

وأشار البيرسي إلى أن مرحلة تجميع منتجات الخزف من الصنايعية هي الأهم فهى مازالت لينة تحتاج إلى تركها فى الظل لمدة لا تقل عن 10 أيام حتى تنشف تمامًا. وتأتى مرحلة حرق المنتجات الخزفية حيث يتم وضعها في أفران درجة حرارتها لا تقل عن 800 درجة مئوية وتكون عمليات الرص لمنتجات الخزف بطريقة تضمن سلامة المنتجات عند خروجها من أفران الحرق لضمان عدم تكسير المنتجات الخزفية والتى يتم حرقها لمده تتراوح ما بين 5 إلى 7 ساعات.

وأضاف البيرسي أن عمليات الحرق تطورت كثيرًا حيث يتم حرق منتجات الخزف في أفران تعمل بالكهرباء، ثم يلتقطها الفنانون التشكيليون بالمركز وإضافة رتوش ولمسات فنية تزيدها جمالاً فوق جمالها بوضع ألوان طبيعية يتم جلبها من الجبال عبارة عن رمال ملونة أو بتركها على لونها الوردى الطبيعى.

وعن تسويق الخزف؛ قال حسين صبرى أحد المهتمين بالتراث إن ما يقوم به مركز التدريب عمل رائع، لكن مازالت تللك الحرفة تحتاج إلى الكثير من المتخصصين لتسويق المنتجات الحرفية تقوم به وزارة الصناعة بتكثيف عمل الدورات التدريبية لابناء الواحات، وعدم الاعتماد فقط على المعارض الدورية.