شىء من الأمل

بعضها قابل للتنفيذ!

عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب

فى تعليقه على رد حماس على مقترح بايدن لوقف حرب غزة كشف بلينكن وزير الخارجية الأمريكى أن الرد تضمن اقتراحات بإجراء تعديلات على مقترح الرئيس الأمريكى بعضها قابل للتنفيذ وبعضها الآخر غير قابل للتنفيذ، ولم يفصح بلينكن عن التعديلات القابلة للتنفيذ والأخرى غير القابلة للتنفيذ، لكن الأغلب أن التعديلات القابلة للتنفيذ تتعلق بآليات الإفراج عن الإسرائيليين المحتجزين فى غزة وأعداد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم مقابلهم..

أما التعديلات غير القابلة للتنفيذ فهى طلب حماس إتمام الوقف الدائم للحرب فى المرحلة الأولى التى تضمنها مقترح بايدن وتمتد إلى ستة أسابيع، بينما مقترح الرئيس الأمريكى يمتد إلى المرحلة الثانية مع انسحاب القوات الإسرائيلية من أراضى القطاع.. وتلك هى معضلة المقترح. لأن حماس ومعها الجهاد يخشون أن يكتفى نتانياهو بالمرحلة الأولى من مقترح بايدن لاستعادة نحو ٣٣ إسرائيلياً محتجزاً فى غزة، ثم يعاود تدمير ما تبقى من مبانٍ ومنشآت القطاع وقتل عدة آلاف آخرين من الفلسطينيين لترتفع أعداد الشهداء والمصابين..

ويعزز هذه المخاوف ما أعلنه نتانياهو نفسه بعد إعلان بايدن أن مقترحه فى الأصل مقترح إسرائيلى، حينما أكد أن إسرائيل سوف تستأنف الحرب بعد انتهاء هدنة الستة أسابيع حتى تحقق أهدافها وهى القضاء على حماس والإجهاز على قدراتها العسكرية، وأضاف أن مقترح بايدن لا يتضمن وقفاً نهائياً للحرب. 

وتراهن حماس على رغبة واشنطن لتنفيذ مقترح بايدن أملاً فى تحسين موقفه الانتخابى بعدما تضرر كثيراً بسبب تزايد الاحتجاجات الشبابية والطلابية داخل أمريكا على الحرب، وهو ما سيجعل الإدارة الأمريكية تضغط على حكومة نتانياهو لوقف تلك الحرب البشعة التى تحولت إلى حرب إبادة لأهل غزة. 
وقد تكون حماس محقة فى رهانها هذا، لكن هذا الرهان يقابله رهان آخر لنتانياهو على فوز ترامب فى الانتخابات الأمريكية، ليكون داعماً له فى رغبته فى استمرار الحرب وربما توسيع نطاقها أيضاً لتشمل لبنان، خاصة أنه لم يتبق سوى شهور قليلة على الانتخابات!